تعلم سر الحفاظ على قناعاتك ومبادئك الشخصية
نعيش جميعاً حسب منظومة خاصة بنا من الفلسفات والمعتقدات، وهي تساعدنا في مسيرة حياتنا، وفي أعمالنا أيضا، كما أنها تعطينا معنى وهدفاً، وتساعدنا في إتخاذ القرارات الهامة.
لكن، هل تستطيع أن تعرض مبادئك هذه على شخص ما إذا سألك عنها؟
الجواب، بالنسبة للعديد منا، هو النفي.
إن حكمتنا وخبراتنا المتراكمة هي محورية بالنسبة لنا، ومع ذلك، قليلا ما نتناقش بشأنها أو نفكر فيها بشكل واقعي ومفيد.
وبدون إدراك منا، نجد أننا نحشد ما يمكن أن نضمه في كتاب من الثوابت، والفلسفات، والشعارات الخاصة بنا، والتي تعكس من نكون، وماذا نريد.
لماذا إذن لا نسعى جاهدين إلى تدوين تلك الثوابت على الورق ؟ التذكير المرئي الذي يرشدنا يمكنه أن يكون قويا جدا، فتأمل مثلا في مدى تاثير قوائم المهام التي علينا القيام بها أو مفكرة المواعيد في حياتنا.
وعلى نفس المنوال، يمنحك تدوين قناعاتك ومبادئك الخاصة الفرصة لكي تتواصل مع ذاتك، ولكي تعيد النظر فيها، فتقرها أو تنبذها، أو تعززها بشكل أكثر.
عندها، ستكون تلك القناعات والمبادئ دوماً بحوزتك، وستكون على استعداد جيد لكي تستعملها مثل سيف مشحوذ في المواقف الصعبة، كما اكتشفت ذلك بنفسي خلال أكثر من 20 عاماً من الاحتفاظ بقائمة خاصة عن ذاتي.
وأقوم بمراجعة تلك القائمة بين الحين والآخر، وخاصة عندما أواجه مأزقاً.
لستَ متأكداً من أين تبدأ أو كيف؟ فكر في نفسك وكأنك “الأب المؤسس” لذاتك، وضع دستورك الشخصي الخاص بك، أو أنك زعيم تصيغ عناوين فصول كتابك الخاص بمساعدة ذاتك.
سيساعد ذلك في إرشادك خلال مواجهتك لمجموعة قرارات تحيط بحياتك الخاصة، أو صداقاتك، أو حتى ما يخص قراراتك المالية الكبيرة.
إن بعض الثوابت التي أتبعُها هي مقتطفات مقتبسة من أقوال بعض المشاهير أو كلمات بعض الأغاني أو الأصدقاء المعروفين بحكمتهم. وتبنيت بعضها الآخر من روايات قديمة أو أديان مختلفة.
وفيما يلي عشرة ثوابت احتفظت بها باعتزاز، إضافة إلى مصدرها وكيف لها أن تساعد في الحياة والعمل:
من يعرف ما هو النافع وما هو الضار؟
وهي العبارة الأخيرة من حكايات “الطاوية” – وهي إحدى أهم المعتقدات الصينية القديمة – والتي يفقد فيها رجل فرسه، مما يتسبب في سلسلة من الأحداث الجيدة والسيئة، والتي لم تكن تبدو كذلك لأول وهلة.
إنها تعلّمنا أن ما يُفهم وكأنه يجلب الحظ قد لا يكون كذلك في بعض الأحيان. وفي المقابل، يمكن لإخفاقات بائسة أن تتحول إلى أفضل ما حدث لنا.
كنت ممتنّاً لمرتين على الأقل لعمل لم أحصل عليه، لأن فرصاً أخرى أفضل أتتني لاحقاً. هذه القصة تعينني بوجه خاص عندما يبدو أمر ما وكأنه سيكون ضاراً لي، بينما لم أكن قد رأيت وجهه الفضي الباهر، أو جانبه النافع.
اتجه يساراً
أعد التفكير في الحكم التقليدية. فعندما يتوجه الجميع نحو اليمين، فكّر ملياً في البديل الآخر، و “اتجه نحو اليسار”، حتى وإن تطلّب ذلك منك بعض الشجاعة.
وقد استقيت هذه المقولة الملهمة- ذات الكلمتين فقط- من أصدقاء لي انتقلوا من مدينة سان فرانسيسكو إلى باريس.
“اتجه يساراً” كانت فكرة شجعتهم على شراء حصص في بعض الشركات.
فعندما تطبق تلك الفكرة، قد ترى مشاريعاً يمكنها أن تدلك على فرص عمل جديدة أو تساعدك في البدء في أعمال موفقة.
عندما تخسر، حافظ على استقلاليتك
عندما لا تسير الأمور على ما يرام، (كأن تخسر وظيفة مثلا، أو يخذلك شخص عزيز، أو تخفق مادياً أو معنوياً)، فمن السهل أن تلوم نفسك على ذلك الإخفاق، وأن تدع الأمر يؤثر فيك بقوة.
لكننا لا نتحكم في كل ما يجري لنا، فالمرور بتجربة خاسرة لا يجعل منك إنساناً خاسراً، فذلك الإخفاق أمر مؤقت، ولا يغير منك أو من صميم شخصيتك.
أترك أرضية المخيم أنظف مما كانت عليه
يمكن لهذا المبدأ الأساسي، والمألوف لكل من نصب خيمة في الهواء الطلق قبل ذلك، أن يطبق في جميع مجالات الحياة، وينبغي تطبيقه كذلك.
إنه يذكرني بأن أكون من يمثل التغيير الإيجابي مع زملائي في العمل، وفي البيت، وفي الممرات المزدحمة في محطات المترو، وعند اتخاذ القرارات المالية، وكذلك مع مشاعر الناس على وجه الخصوص.
ينبغي علينا على الأقل ألا ندع الأمور تسوء أبداً عما كانت عليه عندما وجدناها.
لا تقلق بشأن الأمور التي قد تحدث؛ فمعظمها لن يحدث
اختبرت هذه المقولة بكتابتي للأحداث التي كنت متخوفاً من حدوثها في ستة أشهر لاحقة (في العمل، ومن الناحية المالية، ومع الأهل، ومتغيرات الواقع السياسي). ومن ثم تتبعتها لعدة سنين لأتحقق فعلاً من مدى حدوث هذه المخاوف.
كانت النسبة تقترب من 20 في المئة في كل مرة. حتى ما تحقق من هذه المخاوف فقد كان بمرور الزمن أخف وقعاً مما كنت أتخوف من حدوثه.
بدون حسد، بدون خوف، بدون دناءة.
وهذه مقتبسة من “ليام كلانسي”، أحد أشهر مطربي الغناء الشعبي في أيرلندا، كما نقلها عنه “بوب ديلن” في الفيلم الوثائقي “نو ديركشن هوم”، والذي يتناول حياة ديلن كأحد أهم الشخصيات المؤثرة في الثقافة والغناء الشعبي الأمريكي في القرن العشرين.
أنا مولع بتشبيهات المطرب الشعبي الأيرلندي التي ترسم لوحة طامحة ثلاثية الأبعاد، تشجع على السعادة والشجاعة والفضائل.
حاول أن تنظر إلى الأمور من منظور الشخص الآخر
لقد وجدت بأن واحدة من أكثر الطرق فعالية لتقليل الانزعاج وسوء التفاهم مع أي شخص كان – الغرباء والزملاء وأطفالك أيضا- هو محاولة تدارس الموقف من منظورهم، بما في ذلك كيفية نظرتهم إليك في تلك اللحظة.
استطعت أن أغير علاقات متعددة، في مكان العمل وخارجه، من خلال تطبيق ذلك المبدأ الخاص بممارسة التعاطف مع الآخرين.
يبدو ذلك أمراً بديهياً وأساسياً، ولكنه ليس سهلاً. ومثل أي موهبة، باستطاعتك تطويرها عبر ممارستها.
وكلما تفهّمت ما يدور بخلد شخص آخر، كلما تيسر لك الفهم، أو التسامح، أو حتى محاولة تغيير الأمور نحو الأفضل.
استمع إلى من هم أذكى منك – وكل شخص هو أذكى منك في أمر ما
أخذتُ هذه الجوهرة من فم صديق قديم لي في الجامعة، وكان ينسب الفكرة إلى الصناعي الأمريكي هنري ج. كايسر. كان نجاح كايسر المالي، بدون شك، يعود لممارسته لفلسفته تلك.
فأنت تستطيع أن تتعلم الكثير عندما تبدأ في النظر إلى كل شخص باعتباره معلم لك.
عليك أن تظل جائعاً بعض الشيء
عندما أكون شبعانا أو متخما، فإنني أجد نفسي أقل حماسة بشكل عام. فعندما نظل متلهفين بعض الشيء، أو راغبين في الحصول على شيء ما، فإننا نكون أكثر طموحاً، وأكثر توقاً لذلك الشيء، وأكثر يقظة أيضا.
وأنا لا آكل أبداً وجبة دسمة قبل اجتماع أحتاج فيه إلى تقديم فكرة أو الترويج لمشروع. ومجازاً، هناك فضيلة في السعي الدؤوب نحو التطور، (طالما لم يكن ذلك مصحوبا بالتوتر).
يمكن أن تكون الأمور أفضل دوماً، ويمكنها أن تكون أسوأ كذلكً؛ فدعنا نسمّي ذلك تعادلا.
لا تشغل بالك كثيرا بما ليس لديك، وفكر مليا في كم أنت محظوظ. وينطبق هذا الأمر بشكل أساسي في جميع الأوقات، ومهما كانت حالتك المالية أو النفسية، فالأمر بمثابة توازن دائم بين صعوبات حتمية وتحقيق ثروة ضخمة.
تعقيب من موقعك.