“العنف ضد الزوجة” ظاهرة تبحث عن حل

مجلة أصحابي . عام 1204 لاتعليقات

مصطلح شاع بكثرة في العشر سنوات الأخيرة وبالرغم من صعوبته إلا أنه أصبح غير مثير للاندهاش .. إنه “العنف ضد الزوجة”

أصبح مصطلح “العنف ضد الزوجة” لا يقتصر فقط على ضرب الزوج لزوجته أو إهانته لها، فهذا المصطلح يستخدم الآن للإشارة إلى أي أذى أو اعتداء يوجه للمرأة سواء كان هذا الاعتداء نفسيًا أو جسديًا أو جنسيًا.

ومن أشكال هذا العنف التي تعاني منه المرأة بشكل عام في المجتمع تفضيل الذكور على الإناث في الحقوق والواجبات، والعنف المتصل بالاستغلال، والعنف المتصل بإجبار الفتاة على زواج رجل لا تريده مقابل حصول أبيها على مبلغ مالي، حتى أن هناك نوعًا من العنف يستخدم في إطار العلاقة الزوجية، فمجامعة الزوج لزوجته دون رضاها يعد أبشع أنواع العنف.

والعنف الذي تواجهه المرأة بصفة عامة ليس أمرًا جديدًا وليد اللحظة، ولكن جذور هذه الظاهرة تعود إلى العصر الجاهلي، حيث كانت المرأة تُباع وتشترى، كما كان الكفار يوأدون بناتهن، ظنًا منهم أن البنت عار على المجتمع. وبالرغم من كل التقدم التكنولوجي الذي نعيشه الآن في كافة نواحي الحياة، وبالرغم من ثورة الاتصالات التي اندلعت منذ التسعينات، إلا أن كثيرًا من النساء في مصر وبالوطن العربي كله ما زالوا يعانون من العنف ضد الزوجة.

فيما أوضحت تقارير منظمة الصحة العالمية أسباب العنف ضد الزوجة؛ والتي قد تكون المرأة نفسها سببًا فيه، فالمرأة عندما تستسلم للعنف الذي تجده من زوجها، يجعله يتمادى فيه، حيث يعتبره خضوعًا وضعفًا منها مما يزيده جرأة عليها. كما أن الجهل وانخفاض مستوى ثقافة بعض الأزواج وعدم دراية بعضهم بكيفية التعامل مع زوجاتهم، يعتبر سببًا من أسباب العنف ضد المرأة، وليس جهل الآخرين فقط، بل جهل المرأة نفسها بحقوقها وواجبتها يجعلها تتنازل عن حقها في الدفاع عن نفسها حتى أمام زوجها، ولذا نجد أن معدل العنف ضد الزوجة يزيد في المجتمعات التي تنخفض بها مستوى الثقافة كالمجتمعات العربية والدول النامية، ويقل في الدول المتقدمة.

وربما تكون سوء الأحوال الاقتصادية سببًا في زيادة وانتشار العنف ضد الزوجة، فالخلل المادي الذي يعانيه الزوج في المجتمع أصبح يشكل عبئًا ثقيلًا عليه، مما يسبب سوء الحالة النفسية وازدياد العنف بين الأشخاص. إلى جانب انتشار المفاهيم الخاطئة بين الأزواج، حيث يعتقد الزوج أن ضربه لزوجته طريقة جيدة لجعلها تخاف منه وتحترمه، وإن كان الضرب يحقق عكس ذلك. فالإسلام حين ذكر الضرب في القرآن أكد على ضرورة أن يكون ضربًا خفيفًا غير مبرح، فلا يسبب كسرًا أو تشوهًا بجسد المرأة.

ولأن هذه الظاهرة قديمة ومنتشرة، فإنها تحتاج لإيجاد حلولًا جذرية لها، ومن بين هذه الحلول:

– تطبيق القانون من قبل المسئولين والحكومات، ومعاقبة من يسببون للمرأة أي ضرر أو عنف حتى لو كان زوجها، وعدم التهاون في حقوق النساء، حتى تعود لهم الثقة ويشعرون بالأمان.

– توعية الأزواج بخطورة العنف ضد الزوجة من خلال مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، فـالإعلام له دور كبير في التأثير على عقول الأفراد سواء بالسلب أو بالإيجاب.

– إنشاء مؤسسات تقوم بالتوعية الاجتماعية بخطورة ظاهرة العنف ضد الزوجة، وتوعية المقبلين على الأزواج بضرورة احترام وتقدير بعضهما البعض، وتعريف كل طرف منهما بحقوق وواجبات الطرف الآخر، فقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “اتقوا الله في النساء فإنهن عوان بين أيديكم، أخذتموهن على أمانات الله”

تعقيب من موقعك.

أترك تعليق


جرب نسيج الآن ...

مجلة أصحابي

مجلة أصحابي هي مجلة منوعة تهدف الى جمع أكبر عدد ممكن من المقالات والمواضيع المتميزة التي تهم الشباب والشابات. يمكنكم ارسال مشاركاتكم واضافاتكم الى موقعنا في أي مجال يهمكم.