جميع النساء بطبعهن الحساس لا يتحملن العيش مع الزوج العصبي المزاج، لأنه بصفاته هاته يجعل المرأة في حالة قلق دائم وحزن وتوتر فتنتظر غضبه في أية لحظة ولأتفه الأسباب، الشيء الذي يفسد دائما الأجواء بينهما، وكل تلك الأمور تستدعي بالضرورة من المرأة المتزوجة بالشخص العصبي الذي يثور غاضبا، أن تكون مستعدة دائما لجميع المواقف ..

من مميزات الشخص العصبي سرعة الغضب لأتفه الأسباب والتمادي مع الغضب، وأكثر من ذلك لا يلتمس الأعذار حتى وإن أخطأ في حقك وتيقن من كونه الخاطئ، الشخص العصبي شديد الميل إلى تضخيم التوافه إضافة إلى التفسير السيء للمواقف والتصرفات، فغالبا ما يحاول أن ينتقد جميع تصرفاتك رغبة منه في توبيخك وإرضاء عصبيته وقد يصل الأمر أحيانا إلى توجيه الإهانات والشتائم، وأمام كل هذه التصرفات السلبية نجد الزوجة إما عاجزة تكابد حزنها في صمت شديد، وإما متذمرة وساخطة على الوضعية فتقابل عصبية الزوج بنفس الأسلوب ليصل الأمر في نهاية المطاف إلى الشتات والفراق !!

إن مسألة الثقة والحب المتبادل بين الزوجين هما عماد الحياة، فالحياة الزوجية كيفما كانت بيئتها لا تترسخ بانعدام الثقة بين الأزواج، فمهما تصرف زوجك بعصبية وغضب فلا تنفعلي أنت كذلك وتقابلي عصبيته بتذمر وجفاء، بل كوني على يقين من حبه الكبير ووفائه لك ولولاهما لما اختارك من بين جميع النساء لتكوني زوجته وشريكة حياته، انظري إلى عصبيته كطبع متجذر فيه إلا أنه يمكن التخلص من هذا الطبع بذكاء وفطنة منك لا بتذمر وقلق، وبذلك ستغيرين ولو بجزء صغير من شخصيته العصبية المزاج ..

تعاملي في الغالب مع زوجك العصبي بحذر شديد، فعندما يبدأ في مرحلة الغضب تصرفي بهدوء تام وتماسكي أعصابك وانتبهي لتصرفاتك جيدا، وبعد الانتهاء من نوبات الغضب آنذاك يمكنك التحاور والنقاش معه بهدوء دون عتابه بطريقة مباشرة أو مقاطعته أثناء التعبير عن الأشياء التي تغضبه، اجعلي من التفاهم وسيلة للتعبير عن غضبك، أشعريه بحرصك عليه ورغبته في بذل الجهد لإرضاء رغباته، وإياك أن تعتبري حياتك مع زوجك العصبي جحيما لا يمكن تحمله فتطلبي منه الطلاق فالطلاق ليس بتاتا الحل الأمثل، تأكدي من أنه حين يثور لم يكن يقصد إهانتك أو جرح مشاعرك ..