ليلة الحنة … وداعاً أيتها العزوبية
تختلف عادات الخطبة والزواج وتقاليدهما في السعودية من منطقة إلى أخرى، وبسبب هذا التمايز بين العائلات، غزا هذا الاختلاف المدن أيضاً، بدءاً باختيار الخواتم (الدبل)، وأطقم المجوهرات، وصولاً إلى ليلة ما قبل الزفاف والتي تسمى «ليلة الغمرة»… «لها» التقت مصمّمة المجوهرات السعودية دانة العلمي، ومصمّمة ملابس الغمرة صبيحة أفغاني، اللتين تحدثتا عن مجوهرات العروس وزي ليلة الغمرة.
مصممة المجوهرات السعودية دانة العلمي التي تملك مصنعاً للذهب، وبدأت تصميم المجوهرات منذ عام 2008، تقول إن «العروس التي تأتي إليها، يكون لديها تصوّر خاص. ففي بداياتي، كانت القطع التي أصمّمها خاصة، وفي متناول الجميع، لكن عندما باشرت إنشاء مصنع للمجوهرات، أصبح المصنع ينتج ذهباً لبيع الجملة لتوزيعه على المحال في الأسواق.
وأذكر أن عروساً طلبت تاجاً وعقداً بتصميم كلاسيكي، فيما طلبت ثانية عقداً وخاتم دبلة ذا أسلوب تراثي، تطغى فيه الأحجار الكريمة على الألماس».
وعندما تطالع صور «الانستغرام» الخاصة بالعلمي، يلفتك إقبال الفتيات على خواتم الزفاف من مجوهراتها.
وآخر قطعة زمرد كولومبي عرضتها كانت تزن 120 قيراطاً، وكنت قد أحضرتها من هونغ كونغ، كما أن أسعار الزمرد تنافس أسعار الألماس، ومن أراد أن يقتني قطعة مميزة فليبحث عن الزمرد الكولومبي.
وتشير العلمي إلى أن الجيل الجديد بدأ يميل إلى اقتناء «الطقم الكامل المؤلف من العقد والخاتم والأقراط، بحيث يمكن ارتداؤه في المناسبات، وليس في حفلات الزفاف فقط.
ليلة الغمرة
أو ما يعرف بـ «ليلة الحنّة» في بعض البلاد العربية، تعتبر من العادات السعودية، وهي ليلة تراثية ترتدي فيها النساء أزياء تختلف باختلاف المناطق السعودية.
أزياء «ليلة الغمرة»
أما مصمّمة ملابس الغُمرة والتراث صبيحة أفغاني التي أنهت دراستها في ثقافة الشعوب، وخضعت لدورة في تصميم الأزياء فقالت عن هذه الاختيارات: «أحببت أن أتخصص في تصميم هذه الملابس، رغبة في إحياء التراث، وتعريف الأجيال الحديثة بالطقوس التي كانت تمارس في السابق، خاصة في الليالي التي تسبق يوم العرس.
وأضافت أفغاني: «ملابس ليلة الغُمرة، تتميز بالعمل اليدوي، إضافة إلى الأحجار الكريمة والكريستال المناسب للقماش، والتصميم المطلوب من العروس، وهو عبارة عن الثوب التقليدي للمنطقة، سواء أكانت تركية أم أفغانية أم هندية…
وتشير إلى «أننا ما زلنا نشهد إقبالاً كبيراً على إحياء هذه الليلة، من الفتيات المقبلات على الزواج، وتختلف العادات في هذه الليلة خصوصاً في ما يتعلق بحضور العريس من عدمه.
وتؤكد أفغاني أن ذوق العروس في اختيار ملابس الغمرة لا يقيّده العمر، بل «يطلبون المرصع بالأحجار واللؤلؤ بطريقة تسرّ الناظرين، ويتم اختيار الشيفون الخفيف ليظهر الفستان الساتان أسفل الشيفون، أو تُلّ، لكن في الغالب الشيفون.
أما ليلة الغمرة الهندية، تقول أفغاني، «فتحضر فيها هذه القطع الثلاث وفق اختيار العروس، سواء كانت سروالاً أو فستاناً أو تنورة طويلة، أو على شكل الساري الهندي، وتختلف بحسب ذوق العروس واختيارها.
مائدة ليلة الغمرة
تؤكد أفغاني، أنه بالإضافة إلى أطباق الأرز «هناك التعتيمة في التقاليد الاجتماعية، التي اشتهرت بها مناسبات الأفراح الحجازية، طوال فترة مراسم الزواج والتي تستمر لأيام عدة، تبدأ بليلة قراءة الفاتحة، فليلة الملكة، ومن ثم الغمرة، فليلة الفرح، إلى الصبحة.
واليوم تعدّ التعتيمة في قالب حديث متطور، مع المحافظة على روح التراث القديم».
أما اللدو فتُصنع من دقيق الحمص واللوز والسكر مع الزيت النباتي والهيل، وتعتبر اللبنية من الحلويات المفضلة، ويدخل في صناعتها حليب البقر وماء الورد والكادي والزيت النباتي والسكر، بالإضافة إلى المربيات المختلفة، والأجبان البلدية، والزيتون بأنواعه وألوانه، والمخللات، والطرشي البلدي…
وتؤكل هذه الأصناف بالخبز الشريك البلدي والحبوالفتوت».
سرّ خاتم الزواج
ورد في روايات تاريخية تعود إلى عهد الفراعنة، أن أول من وضع خاتم الزواج في اليد اليسرى، وتحديداً في الإصبع الرابع – إذا بدأنا العد من الإبهام – هم قدماء المصريين، لاعتقادهم بأن الشريان الموجود في هذا الإصبع تحديداً مرتبط مباشرة بالقلب.
وهناك مقولة أخرى تبرر وضع الخاتم في اليد اليسرى بحمايته وحفظه من أي ضرر أو خدوش، لأن معظم الناس يستخدمون يدهم اليمنى في أمور حياتهم اليومية، كما أن المصافحة بين الناس تتم باليد اليمنى.
لكن خلال الحرب أصبحت هذه الخواتم رمزاً للزوجات اللواتي بقين في منازلهن، وذهب أزواجهن إلى الحرب، ومن هنا بدأت هذه العادة بالانتشار.
عن “لها”