لا مؤاخذة سيدي… بتخاف من مراتك؟

مجلة أصحابي . عام 1660 لاتعليقات

ضعف الشخصية.. الحب الأعمى.. تسلط المرأة وجبروتها.. كلها وغيرها أسباب جعلت أكثر من 120 مليون رجل في العالم يخافون من زوجاتهم ولا يجرؤ كل منهم على رفض طلباتها.. وينفذ أوامرها بسرعة شديدة.. وذلك حسب دراسات علمية أمريكية أكدت أن هذا الزوج الذي يخاف من زوجته دائما ما يمارس رجولته خارج المنزل.. ولكنه يتحول إلي رجل مطيع داخله.. ويصاب بالخوف إذا غضبت زوجته.. ويرتبك إذا طلبت منه شيئاً.. ويعاملها بأدب ويطيع كل قراراتها.. ولا يرفع صوته مهما حدث.. حيث يبدو أمامها نموذجاً للطاعة والمثالية…

وفي دراسة أجرتها جامعة شيكاغو الأمريكية على عينة مكونة من سبعة آلاف رجل حول كل ما يخيف الرجل، اعترف أكثر من 2% منهم بأنهم يخشون زوجاتهم بصورة شديدة، وبالطبع فان هذه النسبة يمكن تعميمها لأن حجم العينة كبيرة، وأوضحت دراسة أخرى خرجت من جامعة كمبريدج البريطانية أن الخوف يعتبر أحد المخاوف الأساسية في حياة حوالي 3% من الرجال الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين.

وقد أكدت دراسات أن الخوف من الزوجة يرتبط أيضا بعنف الزوجات.. فقد أوضحت دراسة ميدانية للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية في القاهرة أن نحو 30% من الزوجات المصريات يمارسن العنف مع أزواجهن، واستندت الأرقام على إحصائيات شملت البلاغات التي تلقتها أقسام الشرطة والمستشفيات والقضايا التي تنظرها المحاكم، وانتهت بتعرض الأزواج للبطش من زوجاتهم، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 65% من الزوجات من مرتكبات جرائم العنف ضد أزواجهن أرجعن ذلك لأسباب تتعلق بغيرتهن الشديدة عليهم، أما 45% منهن فأرجعن ذلك إلى البخل والحرص الشديد على أموالهم”.

وأوضحت الدراسات النفسية أن الأزواج الذين يخافون زوجاتهم يصابون في النهاية بالاكتئاب الشديد وقلق نفسي وتوتر طويل الأمد، لأن كل رجل منهم في أعماق نفسه غير راض عن وضعه، وفي الوقت نفسه عاجز عن تغيير الوضع، لأسباب عديدة، مما يؤدي إلى ابتعادهم عن الناس، فهم متقوقعون في منزلهم أو لا يخرجون سوى مع أفراد أسرتهم، ويتجهون للوحدة، وينسون حياتهم الاجتماعية، كما أنهم يصبحون كتابا مفتوحا لزوجاتهم، يعرفن كل أسرارهم، وهذا يؤلمهم لأن الزواج يحترم الخصوصية، ولكن طاعتهم العمياء لزوجاتهم ألغت هذه الخصوصية، ونتيجة لضعف شخصيتهم وعدم مقدرتهم على تغيير الحال قد يستسلمون لزوجاتهم، وقد يصابون في أحيان كثيرة بالصداع الدائم، وحالتهم لا تتحسن لأن الأسباب مازالت موجودة والخوف قد سكن قلوبهم من زوجاتهم، لذلك فهم بحاجة إلى علاج نفسي.

* لا نخاف منهم ولكن نرضيهم

استطلعنا آراء بعض الرجال عن الخوف من الزوجات.. فيقول نبيل يحيي- موظف متزوج-: الحكاية ليست خوف من الزوجة، ولكن في بعض الظروف يجب إراحة البال، فهناك بعض المواقف تحدث نخشى فيها الصدام مع الزوجة، وخصوصا في مسألة الغيرة، فأخشى أن أتحدث مع امرأة أخرى أمام زوجتي أو أن تعلم أني تحدث مع أي امرأة خوفا من تفاقم الوضع، ولكن لا يوجد خوف دائم من الزوجة وألا فلن أكون رجلا.
ويقول أحمد عبد المعطي- مدرس متزوج-: الزوجة في مصر نطلق عليها لقب” الحكومة”، فهي التي تتحكم في كل شئ في الحقيقة، ولكن أحيانا يكون الخوف من غضبها خوفا على الحالة المزاجية العامة في المنزل، فغضبها يدخلنا في مشاكل كبيرة مما يؤثر عليّ وعلى الأبناء، ولكني لا أخاف من زوجتي أو أخاف من عنفها فهذا لن يحدث أبدا.
أما علي السيد- محاسب متزوج- فيقول: من يخاف من زوجته فهو ليس رجلا، فالرجال قوامون على النساء، ويجب أن تطيع المرأة زوجها وليس العكس، فمن غير المقبول أن تتجرأ الزوجة وترفع صوتها أو تقوم بأعمال عنف ضد زوجها، فلو حدث معي ذلك سوف أطلقها، وبالطبع في بعض الأحيان على الرجل أن يرضي زوجته لأنها في النهاية شريكة حياته، ولكن الرضاء ليس معناه خوف منها، ولكنها مشاركة والتعامل يكون بود ورحمة.

* تغير الأدوار المجتمعية
ويقول د.هشام رامي- أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس- في تصريح للشباب: زيادة عدد الرجال الذين يخافون من زوجاتهم ووصولهم إلي هذا العدد ناتج عما يسمى في علم النفس” تغير الأدوار المجتمعية، حيث كان الرجل هو المسيطر وخصوصا في سيطرة رأس المال على المنزل والحياة، ولكن المرأة بدأت تدخل سوق العمل بشكل أكبر من الماضي، وأصبح لديها أموال، وهذا أكسبها ثقة نفسية كبيرة، فبدأت تفرض سطوتها، وخصوصا أنها في بعض الأحيان يكون عائدها المادي أكثر من الرجل، بجانب التعليم، فأصبح لديها قوة ذاتية، وهذا يجعل الرجل يخاف في بعض الأحياء، حيث لم يعد يشعر بأنه أفضل أو أقوى منها، فانقلبت الآية من الناحية النفسية بعد أن كان هو المسيطر انتقلت السيطرة ليدها، وهذا شئ يخوف، لأنه من المفترض أن يعيش الاثنين مع بعضهم في ود.
ويضيف قائلا: بجانب سيطرة المال هناك بعض الرجال تربوا في منزل كانت الأم هي المسيطرة فيه، فلذلك تعود الرجل على سيطرة المرأة، فعندما تزوج استبدل سيطرة الأم بالزوجة، بجانب أن هناك امرأة تحب تلك السيطرة، وعلاج ذلك بالنسبة للرجل فهناك ما يسمى” العلاج النفسي المعرفي”، وهذا العلاج يساعد الرجل على تغيير رؤيته لنفسه وللأشخاص من حوله ونظرته لحياته أيضا، فلو كانت رؤيته بها خوف تتحول إلي ثقة بالنفس واحترام لذاته عند طريق اكتسابه لعوامل زيادة الثقة ومعرفته بإمكانياته وقدراته.

* الرجال قوامون على النساء
أما عن رأي الدين في هذه الظاهرة فيقول الشيخ عبد الحميد الأطرش- رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف-: الزواج سكن ومودة ورحمة، ولقد أخذ الله على الزوجين أغلظ المواثيق حيث قال }وأخذن منكم ميثاقا غليظا{، وقال تعالى} الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم{، إذن فالقوامة للرجل على المرأة بأن شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل، ولأن الرجل هو المسئول بالإنفاق على الزوجة بدءا بالمهر نهاية بالإنفاق عليها من مأكل وملبس ومشرب وما إلي ذلك ومن هنا تأتي القوامة، وهي ليست استعباد لأحد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال( النساء شقائق الرجال) وقال الرسول( ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم)، فهذا هو التعامل الصحيح بين الرجل وزوجته، فلقد حض الإسلام ولي أمر الفتاة أن يزوجها لتقي، فإن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يظلمها فقوامة الرجل على المرأة ليست من باب الاستعباد أو الاستذلال، وقال الله} ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة{.
وأضاف قائلا: فالرجل الذي يخاف من زوجته إما أن يكون ليس أمينا وخائنا في نفسه أو أنه ليس رجلا بمعني كلمة، لأن البعض يعتقد أن الرجولة هي الذكورة وأقول أن الذكورة ليست الرجولة لأن هناك ذكور البط والأوز والأنعام، وإنما الرجولة كما بينها ربنا في كتابه }وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا..{ إلي آخر الآيات، وفي موضع آخر }رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه{، ففي بعض الأحيان يكون الزوج عيناه فارغة، وأمسكت عليه زوجته ذلة ومن هنا يأتي خوف الرجل من زوجته، وهذا خطأ، أما في غير ذلك فلا يخاف الإنسان إلا من الله، وعلى الزوجة أن تطيع زوجها في كل شئ إلا فيما يغضب الله عز وجل، حيث يقول الرسول( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)، وفي المقابل قال الرسول (أيما رجل صبر على بلاء زوجته دخل الجنة)، فليس هناك مجال لخوف الرجل من زوجته، لأن الزواج ليس إرهابا حتى يخاف الزوج زوجته وأن تخاف الزوجة زوجها وإنما الزواج سكن ومودة ورحمة، ويجب أن تكون المرأة بالغة الأنوثة فلا ترفع صوتها على زوجها ولا تعصي له أمرا، وأن تكون أمينة على نفسها وعلى ماله وولده لأنها مسئولة مسئولية كاملة أمام الله سبحانه، لقوله صلي الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالمرأة راعية في البيت ومسؤولة عن رعيتها)

تعقيب من موقعك.

أترك تعليق


جرب نسيج الآن ...

مجلة أصحابي

مجلة أصحابي هي مجلة منوعة تهدف الى جمع أكبر عدد ممكن من المقالات والمواضيع المتميزة التي تهم الشباب والشابات. يمكنكم ارسال مشاركاتكم واضافاتكم الى موقعنا في أي مجال يهمكم.