فارس الأحلام وهم قاسٍ
تحلم كل فتاة بفارسها الهمام، وبحصانه ناصع البياض، ليبدءا معا حياة سعيدة هانئة، وتظل تحلم إلى أن تقابل الشخص المناسب الذي يهفو قلبها عليه، وبالرغم من إختلاف الصفات التي تحددها كل فتاة لفارس الأحلام المنتظر، إلا أن جميع الفتيات يشتركن في صفة واحدة هن باحثات عنها، وتقع على قائمة تلك الصفات ألا وهي الرومانسية بكل ما تحمل الكلمة من معان عميقة تأسر قلوب الفتيات وتجعلها تذوب عشقا في من يمنحها إياها.
ولكن هل فارس الأحلام حقيقة أم وهم كبير؟… إن فارس الأحلام لا يمت للحقيقة بصلة إنما هو نتاج لمجموعة من المشاعر الرقيقة والصفات البطولية متوجة بعالم رومانسي تعيش فيه الفتيات خاصة بعد مرحلة البلوغ وتستمر معها حتى تجد الزوج المناسب، فتنسج بخيالاتها صفات كمالية لفارس أحلامها، هو فارس بلا عيوب ولا منغصات ولا مشاكل، خارق القوة، وسيم، حالم ورومانسي مثلها تماما!!! فهل يوجد من هو كذلك حقا؟
الإجابة بدون تردد لا، وهي غير مسيئة للرجال، بل قائمة على واقع الإنسان، فلا يوجد إنسان بلا عيوب، فالعيوب يشترك فيها الرجل والمرأة معا، وبدرجات متفاوتة، لذلك فصفات الكمال التي تضعها الفتاة لفارس أحلامها هي من جعلت منه وهما قاسيا تعيش فيه أغلب الفتيات، حتى وإن تزوجت، فقد يبقى بوجدانها وأحلامها، ما يعيقها على إعطائها فرصة لتكتشف أجمل صفات زوجها، وبالتالي فهي تعزل نفسها عن الواقع مكتفية بالخيال، وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث لفتياتنا.
لذلك عليك التروي لتقبل من يتقدم لخطبتك، حتى تستطيعين الحكم جيدا عليه، فقد يكون شابا مثاليا رغم بعض العيوب، وقد تخسرينه لأنك تبحثين عن صفات خيالية لا توجد إلا في الأحلام، فلا تغلقي الأبواب عليك بحلم لن ينفعك وحتما سيضرك، وسيضيع عمرك هباء منثورا.
عزيزتي الرقيقة الحالمة، كي تعيشي على أرض الواقع يجب أن تتقبلي بعض العيوب في زوج المستقبل، وبالشكل الذي يناسبك، فهناك عيوب يمكن التغاضي عنها قد لا تؤثر على حياتكما معا، وقد لا تمنع الحب بينكما، كما أن هناك عيوب هالكة لا يمكن التغاضي عنها… وأنت من تحددين هذه، وتلك، إستنادا على مدى تقبلك لكل عيب، واعلمي أنك أيضا مليئة بالعيوب، وحاولي أن تكملي ما ينقصك من شريك حياتك، وهو أيضا، فهذا هو الواقع غاليتي، وهو الأبقى والجدير بالذكر من أحلام قد تتحول إلى كوابيس إذا لم تتحكمين فيها وتنتبهين لضرورة خلق حياة سعيدة ببصمتك أنت، تلك الحياة التي ستعيش أبدا، وينتج عنها أطفال إمتدادا لك ولزوجك هذه هي الحياة.
تعقيب من موقعك.