علماء يتوصلون إلى دليل حدوث مجازر في عصور ما قبل التاريخ في أوروبا
قال علماء إنهم وجدوا أدلة نادرة على حدوث مجازر في عصور ما قبل التاريخ في أوروبا، بعد اكتشاف مقبرة جماعية تبلغ من العمر 7000 عاما، بها بقايا للمزارعين الأوائل عليها آثار جروح رهيبة.
وقد فحص علماء الآثار في هذا الكشف عظام نحو 26 من الرجال والنساء والاطفال، الذين دفنوا في مقبرة العصر الحجري في الموقع التاريخي “Schoeneck-Kilianstaedten”، بالقرب من مدينة فرانكفورت، ويقولون إنهم وجدوا علامات جراح حادة في الرأس وجروح ناتجة عن استخدام السهم، وجهود متعمدة لتحطيم السيقان إما لمنع الضحايا من الهرب أو كـ “رسالة” للناجين من هذه المذابح البشعة.
وقال الباحثون إن هذه النتائج تعزز النظريات، التي طرحت بعد اكتشاف سابق لموقعين خطيرين آخرين أيضا في ألمانيا والنمسا، وفي جميع المواقع الثلاثة، يبدو أن الضحايا والجناة كانوا من سكان الـ Linearbandkeramik، واختصارها LBK، الذين كانوا يعملون في الزراعة ووصلوا وسط أوروبا حوالي عام 5500 قبل الميلاد.
ومما أثار اهتمام وفضول الباحثين إن المواقع الثلاثة جميعها يعود تاريخها إلى فترة سكان الـ LBK، التي استمرت 600 عام ونشأت في ما هو الآن منطقة المجر وانتشرت على طول نهر الدانوب، حتى قام السكان بعمل مذابح ضد بعضهم البعض.
وقال “كريستيان ماير”، عالم الأنثروبولوجيا في جامعة ماينز، في ألمانيا، إنه لا أحد يستطيع أن يحدد على وجه اليقين ما الذي دفع السكان إلى القيام بعمليات القتل البشعة هذه، إلا أنه من الممكن وضع نظريات بناء على ما هو معروف عن ثقافة الـ LBK والظروف التي واجهوها، فعلى سبيل المثال، تزامنت نهاية حضارة الـ LBK مع فترة من التغيرات المناخية، ربما أدت إلى فقر الموارد والعجز في تلبية حاجة السكان المحليين.