زواج المصلحة.. الظروف والعواقب المترتبة عليه
تتوتر علاقة الزوجين إذا كانت الزيجة قائمة على المصلحة فتسبب العديد من المشاكل للطرفين كما أن تلك الحياة تكون معدومة من المشاعر والأحاسيس
مع وجود العديد من الدراسات أكدت أن هناك خمسة وستون بالمائة من عدد الزيجات عالمياً تقوم على المصلحة، إلا أن علاقة الزوجين في هذا النوع من الزواج يفتقد عنصر الحب، فالزواج يجب أن يكون قائماً على التفاهم والتقارب في وجهات النظر وليست المصلحة المادية أو في الحياة العملية، فيمكن تحقيق المنفعة عن طريق المصادقة ولا يشترط الزواج.
ولكن في القرن الواحد والعشرين إختلفت وجهات نظر العديد، حيث أصبح هذا النوع من الزواج متعارف عليه ومتواجد بصورة كبيرة، بل ويراه بعض النساء أنه الأفضل على الإطلاق، ويرى العديد أن هذا الزوج تفرضه الظروف سواء كبر السن فقد تلجأ إحدى الفتيات للزواج هروباً من العنوسة أو الإنتشال من الفقر. إلا أن علاقة الزوجين في هذا الزواج لا تحتوي على أكثر من نسبة ثلاثون في المائة من المشاعر والحب والإحترام والتفاهم، وهذا بحسب ما أكدت العديد من الدراسات.
وقد يكون هذا الزواج نابع من أجل الحاجة وهرباً من الواقع المتواجد، إلا أن هذا النوع من الزواج يجبر الفردين على ضرورة تقبل بعضهما لبعض وتقديم مشاعر زائفة وأحياناً حتى يفشلون في تقديم مثل هذه المشاعر فتفشل علاقة الزوجين.
فالزواج المصلحة قد يكون عائقاً في بناء بيت سعيد، حيث تجبر المرأة وكذلك الرجل على إستكمال الحياة مع الطرف الأخر حتى وإن كانوا غير متفاهمين حتى يصلا الطرفان إلى مرحلة عدم القدرة على إستكمال المستقبل سوياً، فعلى سبيل المثال إذا كانت إحدى الفتيات أو الرجال تزوجا من أجل المال فإنه بإنتهاء المال تنتهي علاقة الزوجين، أو عند قيام أحدى الفتيات أو الرجال بإختيار الطرف الأخر من أجل ترقية في العمل فبعد الترقية وعدم تقدير الآخر على تقديم المزيد تنتهي علاقة الزوجين.
إلا أن في كل الأحوال أكدت الدراسات من ضرورة توافر عامل الحب عند الإقبال على الزواج وليس المصلحة المستفادة من الزيجة، حيث يستكمل الطرفين حياتهما سوياً على مدى سنوات عديدة، لذا يجب أن يكون هناك روابط أخرى في علاقتهما أقوى من المصلحة للقدرة على إحتمال الحياة سوياً، فقد يعيق زواج المصلحة من الإنجاب ويرفض أحد الطرفين الإستمرار مع الأخر أو وجود أي صلة أو رابط يجمعهما، مما قد يؤدي إلى إنهيار علاقة الزوجين وإنفصالهما.
فالزواج شركة قد تستمر لفترات طويلة وتجربة قد تترك آثار سلبية، لذا على الطرفين إحسان إختيار بعضهما وعدم التخلي عن المواصفات التي لطالما حلموا بوجودها في شريك حياتهم من أجل أحد المصالح التي تزول، بينما الحب قادر على البقاء ويضمن إستمرارية علاقة الزوجين.
تعقيب من موقعك.