بالصور 10 شخصيات خيالية ألهمت البشرية
هناك العديد من الشخصيات التي ألهمتنا في مراحل متعددة من حياتنا وتركت فينا أثرا ما. رغبنا في الاستماع الى منجزاتها اومشاهدة مغامراتها البطولية او اللعب معها او حتى التشبه بها. لكن ما يفوتنا أحياناً هو التذكّر ان هذه الشخصيات المعروفة ليست واقعية على الاطلاق، رغم ان تأثيرها لا يزال فاعلا الى اليوم!
في هذا التقرير نعرض لكم 10 من ابرز هذه الشخصيات التي تبقى نتاج الخيال والخرافة:
بابا نويل:
غالبية الاطفال، لاسيما في الغرب، يعيشون حلم انتظار هذا الرجل الذي يجول العالم كل سنة ليوزّع الهدايا على الصغار. يعيش في القطب الشمالي ويأتي ممطياً غزلانه الطائرة. يكتبون له الرسائل ويضمنونها أمنياتهم. اما هو فيكافئ أصحاب السلوك الحسن. الواقع ان الاهل عادة ما يلجأون اليه لحث أطفالهم على الطاعة ومنعهم من المشاغبات وارتكاب الحماقات وإلا فالعقاب يكون ببساطة تغيّب بابا نويل وعدم احضاره الهدايا.
باربي:
شكلت اللعبة المفضلة لدى الفتيات الصغيرات، لا سيما المدلّلات منهنَّ. وقد اشتهرت بكثرة اكسسواراتها وأزيائها الجميلة واساليبها المتعددة، حتى انها ألهمت كثيرات لاتباع أناقة باربي. حتى انه في السنوات الاخيرة اطلت هذه “الشابة الشقراء” بأزياء من تواقيع مصممين عالميين! اللافت ان تشبيه فتاة بـ”باربي” يحمل دلالات سلبية، إذ انه يعني الشكل الحسن لا اكثر.
روبن هود:
يختلف البعض عما اذا كانت هذه الشخصية خيالية فعلا. لكن المؤكد أن من تعرف الى شخصية روبن هود، اعتبره بطلا لا ينسى. هو من كان يأخذ مال الاغنياء ليعيد توزيعه على الفقراء. لكن في الواقع ان روبن هود كان سارقا! فيما ان تبرعه بالمال الناتج عن اعماله غير المشروعة، لا يبرئه من افعاله. إنما يرى البعض في هذا العمل دلالة غير مباشرة حول مفهوم فرض الضرائب في الدول التي تتبع نظام ضريبي يحمي الطبقات الوسطى عبر فرض ضرائب تصاعدية.
رعاة البقر:
لقد شكل رعاة البقر الذين يحملون المسدسات في أفلام الوسترن القديمة أبطالا بلا ادنى شك. لكن من يتمعن في مفهوم هذه الافلام التي ترتكز على النزاع بين رعاة البقر والهنود واعتبار الفئة الاولى ابطال يحمون الاطفال والنساء ويمثلون العدالة والرجولة، واعتبار الفئة الثانية حفنة من المجرمين لا اكثر، يرى بشكل واضح ذاك التصنيف النمطي والعنصري ضد الهنود ومن يمثلون من اقليات في يومنا هذا. لقد تركت هذه الافلام أثرا عميقا ومتوارثا. اما من يدّعون ان رعاة البقر حقيقيون، فنقول لهم قد يصح ذلك لناحية المفهوم إنما ليس لناحية جماعة عرقية محدّدة.
رجل مارلبورو:
اكتسحت قبل عقود تلك الاعلانات المصورة شاشات التلفزة. رجل مارلبورو يمتطي حصانه ويجتاز مسافات ليلخّص مفهوم الرجل الحقيقي الذي يدخن سجائر مزودة فلاتر. قبل هذا الاعلان، كان هذا النوع من السجائر يعتبر حكراً على النساء،إذ ان لرجال كانوا يدخنون السجائر الخالية من الفلاتر. لا شك ان هذا الاعلان يعتبر الانجح حتى يومنا هذا، اذ ان تأثيره لا يزال قائما الى اليوم. كما انه اثبت قدرته على الاقناع وللأسف تحولت معه السجائر مرادفاً للرجولة!
“روزي المبرشمة” (Rosie the Riveter):
أطلت هذه الشخصية الايقونية في الذاكرة الاميركية، خلال الحرب العالمية الثانية لتمثل المرأة التي تعمل في المصانع مكان الرجل. قد يجهل كثيرون اسمها لكن صورتها المطبوعة على ذاك الملصق، لا يمكن ان تنسى إذ ان أثرها لا يزال الى يومنا هذا. فهي تلهم النساء وتذكرهن دوما انهن قادرات على الانجاز والتميّز. وقد نجحت روزي في تحفيز جيل كامل من السيدات في سن العمل، على الخروج من منازلهن والدخول الى ميدان الصناعة للمساعدة خلال سنوات الحرب. لعلها من اكثر الشخصيات التي برزت في الحرب العالمية الثانية ولا يزال تأثيرها فاعلا الى اليوم، بما ان النساء اللواتي دخلن ميدان العمل لم يخرجن منه.
“ديدالوس وايكاروس”:
اسطورة اغريقية تحكي ان ديدالوس ابتكر زوجي أجنحة مستخدما الريش والشمع والخيطان ليهرب وايكاروس من سجن الملك. لكن ايكاروس شاء ان يحلّق عاليا الى الشمس فذابت أجنحته وسقط في البحر فمات. هذه الاسطورة التي مثلت حلما للانسان بالطيران استحالت حقيقة، بتنا نعيشها اليوم في عالم تجوبه مئات الطائرات يوميا ومن دون توقف!
“المحرك الصغيرالذي يستطيع “(The Little Engine That Could):
تكمن العبرة من قصة الأطفال هذه، في زرع قيم الايجابية والثقة بالنفس والاجتهاد باعتبارها مكونات اساسية لانجاز أصعب الامور. يعود تاريخ نشر هذا الكتاب الى العام 1906 وقد برز تباعاً بنسخات معدلة بشكل طفيف. يعتقد انه يمثل “الحلم الاميركي”. وتكمن اهمية هذا الكتاب في اعتباره مرجعاً في العديد من ورش العمل والمحاضرات التي ترمي الى نشر اساليب التفكير الايجابي ومساعدة الذات.
“الاخ الأكبر”:
شخصية ابتكرها جورج أورويل في روايته “1984” التي أطلقها في العام 1949. تحكي الرواية ان هذه الشخصية تراقب جميع الناس الذين يعيشون في جمهوريات تابعة لها تحكمهم بالخوف وتأمرهم بالطاعة. يتحول الناس في عالم الاخ الاكبر مجرد آلات يعملون، ممنوعون من الاحساس والحب والتعاطف. بمعنى آخر القيم الانسانية غير مسموح بها هنا. كان أورويل يتوقع في روايته مصير العالم الذي ستحكمه قوى تتقاسم مساحته وسكانه، عالم شمولي لا حريات فيه. الواقع ان شخصية الاخ الاكبر تتبادر الى الذهن كل مرة تبرز فيها محاولة للطغيان وفي كل مرة تتخطى السلطة قانونا او مبدئا يحمي الحريات الفردية.
“روميو وجولييت”:
يعتبران مرادفين للحبيبين المخلصين. لكن المفاجأة أنهما لا يمثلان فقط مرادفا للعلاقة المثالية، بل مسؤولين غير مباشرين عن ارتفاع نسبة الطلاق. كيف ذلك؟ الواقع ان غالبية الازواج يعتقدون ان الزواج الناجح هو ذاك المبني على الشغف المطلق والرومنسية اللامحدوة. ومتى انخفضت نسبة الرومنسية والعشق، يعتبرون ان الزواج بات فاشلافيفكرون في سبل الانفصال. في حين ان الزواج الناجح هو ذاك المبني على الحب والاحترام والتعاطف مع الآخر. رغم جمال هذه القصة فإن تأثيرها على المدى البعيد أتى سلبيا!