تمتع الأطفال الوحيدون بسمعة سيئة في بعض الأحيان، إلا أنهم ليسوا دائمًا أنانيين ومزاجيين، لأن الأمر يعتمد على التربية التي يتلقونها. وصحيح أن امتلاك أخت أو أخ يجبر الطفل على تقديم التنازلات، حيث إنه مثلًا يتعلم انتظار دوره وتشاطر ألعابه وانتباه أهله، ولكن الولد الوحيد أيضًا يمكنه أن يتعلم هذه الأمور بطرق أخرى.

تعلم التشاطر
إن كان طفلك يذهب إلى الحضانة، فسيتعلم في كل يوم مهارات اجتماعية مختلفة، يجب متابعتها في المنزل، لأن على صغيرك أن يعتاد أيضًا أن يقدّم التنازلات على أرضه، إذ إن تشاطر الألعاب في الحضانة وقبوله أن يعير ألعابه الخاصة شيء آخر.
قبل سنتين ونصف، لا تقلقي إن كان طفلك يعاني من مشكلة في المشاركة، لأنه جزء طبيعي من نموّ الطفل. ولكن قلقك يجب أن يبدأ من سن 3 أو 4 سنوات. ولتساعديه على تعلم المشاركة، ادعي أقرباء وأصدقاء بانتظام ليستمتع معهم وليتشجع على تقديم ألعابه القديمة لهم.

تنمية الاستقلالية
يميل بعض الأهل الذين لديهم طفل واحد إلى القيام بأعمال يمكن لصغيرهم أن يقوم بها، ولكن حتى لو كانت نيّتهم حسنة، يمكنها أن تُشعر الطفل بأنه غير كفء.
ولتساعديه على تنمية استقلاليته وتقديره لنفسه، دعيه يقُم بالأشياء بنفسه. مثلًا، أسندي إليه مسؤوليات تناسب سنه، كتوضيب ألعابه وملابسه الخاصة في خزانته. تفادي أيضًا أن تبالغي في حمايته، لأنه بحاجة لخوض بعض المخاطر ليتعلم، كما عندما ترك يدك حين خطا خطوته الأولى.

هل يريد أن يحصل على أخ أو أخت؟
اشرحي له باختصار خيارك بكلمات بسيطة مثل: “بابا وماما يريدان أن ينجبا طفلًا واحدًا”، وحاولي أن تعرفي السبب الكامن وراء قلقه. وإن كان يحب الأطفال، اجعليه يتقرّب من صغير في الجوار أو المحيط، وإن كان يرغب برفيق للعب، ادعي صديقًا أو قريبًا يسليه.

افرضي الحدود
يحتاج جميع الأطفال إلى رسم حدود معيّنة سواء كانوا وحيدين أو لديهم إخوة وأخوات، وحتى لو كانت ستشكل مصدر إحباط لهم، إلا أنها ستؤدي الى تطمينهم ومنحهم إحساسًا بالأمان. إذًا، يجب أن ترسمي لطفلك حدودًا واضحة ليعرف ماذا تنتظرين منه أنت. كما يجب أن لا ترضخي لجميع طلباته، لأنك تخاطرين بجعله يشعر بأنه الطفل الملك الذي لا يمكن رفض طلباته.
وتذكري دائمًا أيضًا أن قرارات البالغين لا تعنيه، بالطبع يمكنك أن تأخذي رغباته في الاعتبار، ولكن لا تسمحي له دائمًا باختيار النشاطات التي يقوم بها ضمن العائلة، ليتعلم أخذ آراء الآخرين. وتفادي أيضًا أن تجعليه مصدر ثقتك، لأنه قد لا يحتمل هذا العبء.

تفادي الشحن الزائد
فإنجاب طفل واحد يعني أنك تملكين المزيد من الوقت للاعتناء به، ولكن حتى ولو كان لهذه الخطوة فوائد، تفادي أن تطرحي عليه نشاطات دون توقف، لأن هذا الأمر من شأنه أن يسبّب له التعب، وفقدان الاهتمام ببعض النشاطات وحالات كآبة في بعض الأحيان.