يجد الوالدين صعوبة بالغة في التعامل مع الطفل الكاذب، خاصة إذا كان صغيرًا في السن.. تعرف على المزيد.

أكدت الدراسات والأبحاث أن الطفل الذي يعتاد الكذب يسبب لأهله الكثير من المشاكل، بل وأن أحيانًا تصل الأمور للطلاق وانهيار الأسرة بأكملها، موضحين أن هذا الكذب يرجع لعدة أسباب منها:

– شعور الطفل بعدم اهتمام والديه به وانشغالهما عنه أو شعوره بالنقص، مما يدفعه للكذب للفت الانتباه إليه أو للاستحواذ على ما ينقصه.

– أحيانًا يلجأ الطفل كوسيلة لاكتشاف ردود أفعال الآخرين حوله؛ فمثلًا يقول أخذ صديقي نقودًا من محفظه والده دون علمه، فهو في هذه الحالة يريد أن يعرف ماذا يمكن أن يحدث له لو قام بهذا الفعل.

– خوف الأطفال من العقاب قد يكون إحدى الأسباب التي تدفعهم للكذب، حيث يكون بالنسبة لهم هو الحل الوحيد لتجنب العقاب والدفاع عن أنفسهم.

– وقد يكون كذب الطفل بغرض نفي تهمة عنه وإلحاقها بشخص آخر أو الانتقام من شخص ما.

– الأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة بعد، لصغر سنهم، قد يكذبون دون أن يعرفوا أن ما يفعلوه يُسمى “كذبًا”، فالأطفال في هذه السن الصغيرة غير قادرين على التمييز بين الأشياء أو إدراك الصواب من الخطأ.

– قد يكون الكذب مجرد سلوك اكتسبه الطفل من المحيطين به، فإذا كان الأب أو الأم مُعتادين على الكذب، فإنه أمرًا طبيعًا أن ينشأ الأطفال على هذه العادة السيئة، فهم سيفعلوها تقليدًا لوالديهم، خاصة وأن الأطفال تعشق التقليد.

وفي سياق متصل، فإن هناك بعض الإرشادات والنصائح لتوضيح كيفية التعامل مع الطفل الكاذب، ومن هذه النصائح ما يلي:

– على الأم إذا اكتشفت كذب طفلها، أن تهدأ وتُفكر بالعقل، ولا تنفعل أو تغضب، كما يجب أن تعلم أن الصراخ والانفعال أمام طفلك لن يزيد الأمور إلا تعقيدًا وصعوبة.

– في البداية، قد يكون الأمر مُحبطًا للأم إذا علمت أن طفلها يكذب، ولكن عليكِ أن تعلمي أنها مشكلة، وأن لكل مشكلة أسباب، لذا حاولي أن تعرفي سبب كذب الطفل، وأن تبحثي عن حلول لهذه الأسباب.

– إتباع أسلوب الثواب والعقاب، بشرط الاعتدال فيهما، فمثلًا تقول الأم لـ الطفل: إذا أخبرتني بالحقيقة سأمنحك لعبة تحبها، ولكن إذا كذبت سوف أحرمك من هذه اللعبة، فهذا الأسلوب سيشجعه على التحلي بالصدق وتجنب الكذب خوفًا من الحرمان من لعبته المُفضلة.

– أن يكون الأب والأم قدوة حسنة لأطفالهما، وأن يكون البيت خاليًا من صفة الكذب، فالأطفال تنشأ على أخلاق والديهم، ومن أكثر المواقف شيوعًا في كل بيت يبرز لنا أن الأب والأم قد يكونا سببًا في أن يكون طفلك كاذبًا، هو أن يرن جرس التليفون فيطلب الأب من الابن أن يُخبر المُتصل بأن الوالد غير موجود، رغم تواجده في المنزل، فمن هنا يعتقد الطفل أن الكذب أمرًا عاديًا وليس خطًأ طالما أن والده -القدوة بالنسبة له- يطلبه منه.