مراجعة سيارة دودج فايبر SRT 2015 … أفعى الأداء الأمريكية
تغير الأفاعي جلدها مرة تلو الأخرى لتحصل على مظهر أكثر وحشية، وجسد أكثر شبابية وقوة. أما بعض الأفاعي الأمريكية فقادرة كذلك على استبدال قلبها وكامل الجسد بآخر جديد، أكثر قوة وعضلية، وشخصية أكثر وحشية، مع عقل أكثر ذكاء من ذي قبل.
ففي جيلها الخامس، تأتي دودج فايبر الجديدة لتكمل رحلتها الأيقونية كواحدة من أكثر السيارات ولاء لجيل العضلات، سواء في القوة المفرطة، أو صعوبة السيطرة عليها، أو حتى الالتزام بروح القيادة الأصلية التي طالما عشقها محبيها.
شخصيتين بقلب واحد
تفتخر دودج فايبر طوال الوقت بجيناتها الأصلية وقدرتها على الحفاظ عليها، فالسيارة هجومية متوحشة ولا تعترف بالعصرية والتقنية الحديثة المساعدة، وهو ما لاقي استحسان محبيها، ولكن أبعد آخرون عنها. لذا قررت فايبر أن تطلق جيلها الجديد بشخصيتين، وهما فايبر التي لازالت تعتمد على كل موروثات حقبة العضلات من قوة وأداء دون مساعدة، وفايبر GTS التي تدمج التقنيات الحديثة والخامات عالية الجودة في المقصورة مع مزيد من التجهيزات.
بالنسبة للبدن، فهذا الجيل من فايبر حاول جاهدًا الاعتماد على خامات لتخفيف الوزن مع تصميم أيروديناميكي فعال، ففايبر مزودة بغطاء محرك وسقف وباب تحميل خلفي من الكاربون فايبر، مع أبواب جانبية من الألمونيوم، وكذلك معدل انسيابية يقدر بـ 0.364 وهو رقم جيد لفايبر.
أما التصميم، فيأتي كما المعتاد بغطاء محرك عملاق وطويل يحتل معظم قاعدة البناء، مع مقصورة تجلس على العجلات الخلفية، والكثير من الخطوط الهجومية العنيفة. ففتحة التهوية الضخمة في منتصف غطاء المحرك، والفتحتين على شكل تجويف على جانبيها، إضافة إلى شبكة التهوية الأمامية المميزة لدودج، وكذلك فتحات التهوية الصغيرة على جانبيها للمكابح الأمامية، كل ذلك يخبرك قدر القوة الذي تنتظره من المحرك.
المصابيح جاءت عصرية التصميم مع عدسة إضاءة أحادية تبدو كعين الأفعى، والصادم الأمامي يضم جناح هواء يعمل على تثبيت العجلات الأمامية. أما على الجانبين، فلازالت فايبر تحتفظ بتصميمها الجانبين المميز، بداية من أقواس العجلات الأمامية الكبيرة، وحتى الأبواب التي تنتفخ في اتجاه الواجهة الخلفية، مع فتحات طرد العادم الجانبية تحت الأبواب والتي لا يمكن اغفالها.
الواجهة الخلفية لفايبر كذلك احتفظت بلمساتها الأصلية ولكن بشكل عصري جذاب، بداية من المصابيح العاملة بالـ LED، والبروز الضخم الذي يعمل كجناح لصد الهواء وتثبيت السيارة ويعتليه شعار الأفعى المضيء، وحتى مشتت الهواء الكبير في الأسفل الذي يكمل الباقة الأيروديناميكية للسيارة.
المقصورة والتجهيزات
تأتي دودج فايبر 2015 بمقصورة لا تخيب الآمال، فمقعد السائق يبدو وكأنه غاطس وسط قاعدة سرية من أدوات التحكم، والكونسول الوسطي يميل في اتجاه السائق وكأنه في مهمة خاصة ويحتاج كل الاهتمام لإتمامها، ومزيج الجلد الفاخر والمعدن في كل شيء يمنح السيارة هذا الشعور بالتفرد والقوة.
وتحمل عجلة القيادة شعار فايبر الشهير، ومن خلفها لوحة العدادات التي تضم الكثير من الوضعيات بحسب وضعية القيادة، لتوفر لك الجو المثالي للضغط على السيارة أو القيادة بهدوء، وهو أمر صعب بالطبع مع فايبر.
أما الكونسول الوسطي فربما يضم فتحات تهوية تبدو رخيصة الثمن، إلا أنه يضم كذلك شاشة معلومات قياس 8.4 بوصة تتحكم من خلالها في نظام Uconnect، وأزرار واضحة للتحكم في نظام مكيف الهواء، مع عصا مكابح الطوارئ التقليدية والتي تضيف المزيد من روح الماضي لفايبر.
وتأتي فايبر مع مقاعد تسابقية صممت لتوفر دعم كامل لجسد السائق والراكب، سواء في الجزء العلوي أو السفلي، مع إمكانية تزويد هذه المقاعد بأحزمة أمان ثلاثية أو سداسية النقاط بحسب الاحتياج، وهو ما يؤكد على الشخصية التسابقية للسيارة.
المحرك والأداء
عملت دودج على تطوير محرك فايبر الـ V10 لسنوات طويلة، حتى وصلت إلى هذا المحرك المصنع بالكامل من الألمونيوم والذي يوفر أداء استثنائي للسيارة.
فالسيارة تعمل بمحرك V10 مجمع يدويًا سعة 8.4 لتر يولد قوة 645 حصان وعزم 812 نيوتن.متر، وهو ما جعله أعلى محرك غير مشحون عزم في العالم. ويتصل المحرك بناقل حركة يدوي متطور من 6 سرعات يدفع بالقوة إلى العجلات الخلفية. وتتسارع السيارة من الثبات حتى سرعة 100 كم/س تقريبًا خلال 3.3 ثانية، وحتى الوصول لسرعة قصوى 330 كم/س.
ويتمتع هذا الجيل من فايبر بزيادة في صلابة البدن بمقدار 50% مقارنة بالجيل السابق، وذلك بفضل الكثير من الإضافات والتعديلات الهندسية على الهيكل، ومنها هيكل الدعم المصنع من الألمونيوم على شكل X فوق المحرك والذي يمنع البدن من التمايل في المنعطفات ويدعم الهيكل في مواجهة هذا المحرك العملاق.
وتتوفر السيارة بوضعيتين لنظام التعليق، وهي للطريق ولحلبات السرعة، مع إطارات بريللي P Zero التي يمكنها تقديم أداء رياضي جيد في كافة الظروف الجوية. ولأول مرة، تحصل فايبر على أنظمة مساعدة الكترونية كنظام التحكم في الثبات الإلكتروني، ونظام التحكم في السحب، واللذين صمما بشكل خاص كي يساعدا السائق في السيطرة على السيارة دون أن يفقدا فايبر متعة القيادة التي اشتهرت بها طوال الوقت.