سجّل السائق البريطاني لويس هاميلتون إسمه في كتب التاريخ، إذ تمكّن من الفوز بالنسخة الأولى من سباق جائزة روسيا الكُبرى على حلبة سوتشي مُحققًا فوزه الرابع على التوالي، والتاسع له هذا الموسم.

ويبدو بأنّ هاميلتون بات بإستطاعته تكلّم اللّغة الروسيّة بعد سيطرة مُطلقة على أجواء هذه الجائزة إذ إنطلق من المركز الأوّل، وتصدّر جميع لفات السباق، فضلاً عن تحقيقه للفوز، وهو ما أتاح له توسيع الفارق مع مُنافسه المُباشر الألماني نيكو روزبرغ الى 17 نقطة.

وعادل هاميلتون الذي وصل الى فوزه الـ31، عدد الإنتصارات المُسجّلة من قبل “الأسد” نايجل مانسيل، إذ بات على بُعد فوز واحد كي يُعادل عدد الإنتصارات التي حقّقها الإسباني فرناندو ألونسو في مسيرته.

ولعلّ روزبرغ كان السائق الأكثر سعادة مع نهاية السباق بصعوده الى المنصّة في المركز الثاني بعد غلقه لمكابح سيارته في بداية السباق ورجوعه لمُؤخرة الترتيب، بينما حلّ سائق ويليامز فالتيري بوتاس في المركز الثالث، مُتقدمًا على سائق مكلارن جنسن باتون وهي نتيجة التجارب التأهيليّة دون تغيير.

وبهذه الثنائيّة يكون فريق مرسيدس قد حسم بطولة الصانعين لصالحه، قبل ثلاث جولات على نهاية الموسم. وقال كريستيان هورنر مدير فريق ريد بُل “كل التهنئة لفريق مرسيدس على الإنجاز الذي حققه هذا الموسم. قدّم عروضًا إستثنائيّة”.

هاميلتون أيقن بعد التجارب التأهيليّة بإنّ قطب الإنطلاق الأوّل قد لا يُجدي نفعًا في بداية السباق، نظرًا للخطّ المُستقيم الطويل الذي يُؤدي الى المُنعطف الثاني، وهذا ما حدث بالفعل، إذ على الرُغم من إنطلاقته الجيدة، إلّا إنّ روزبرغ تمكّن من تجاوزه، بيد إنّ الأخير قام بعمليّة إغلاق كبيرة لمكابحه حيث لم يتمكّن من عبور المُنعطف الثاني ليسلك الطريق المُختصر قبل أن يطلب منه فريقه إعادة المركز الأوّل الى هاميلتون.

روزبرغ أحسّ بإرتجاجات داخل سيارته بعد إغلاق مكابح سيارته بطريقة كبيرة إذ طلب من فريقه فرصة للدخول لمنطقة الصيانة لتغيير إطاراته مع نهاية اللّفة الأولى، حيث إنتقل لإستخدام الإطارات المُتوسطة في توقف بطيء إستغرق بعض الوقت.

وقال فريق مرسيدس لروزبرغ “لن تتوقف من جديد”، مُشيرًا الى إنّه سيتعيّن عليه إستخدام نفس الإطارات لـ52 لفة. وبعد قيامه بعدّة تجاوزات، إتصّل به فريقه من جديد وقال له “تستطيع أن تتواجد على منصّة التّتويج”.

وبعد قيام السائقين بتوقفهم الأوّل والوحيد، وجد روزبرغ نفسه في المركز الثالث وراء فالتيري بوتاس، حيث إنقضّ الألماني عليه مُباشرةً وسلب منه المركز الثاني في اللّفة الـ31. فريق ويليامز لم يكن قلقًا إذ قال للفنلندي “روزبرغ يستخدم هذه الإطارات من اللّفة الأولى، لذلك فإنّه سيُعاني من تآكل إطاراته في النهاية، وحينها سنتجاوزه”. ولكن على العكس تمامًا الألماني تمكّن من المُحافظة على مركزه.

المركز الخامس كان من نصيب كيفن ماغنوسن، أمام الإسباني فرناندو ألونسو، بينما جاء الأسترالي دانيال ريكاردو في المركز السابع مُتقدمًا على زميله سيباستيان فيتيل.