سيارة BMW i8 2015 …. مستقبل القيادة الذكية
إذا كنت تظن أن عالم السيارات يفتقد إلى التقنية الصحيحة لصناعة سيارات كهربائية، فأنت مخطئ. المشكلة التي تواجه صناع السيارات هي صناعة سيارات كهربائية ممتعة، وعملية كفاية لتناسب الاستخدام اليومي.
فالتجارب السابقة في فئة السيارات الهجينة انتهت في معظم الحالات بسيارات مملة لا تعرف المرح، وهو ما أبقى محركات الاحتراق الداخلي على القمة، واستدعى تدخل خبراء المرح ومتعة القيادة من ذو الدماء البافارية. فـ BMW i8 إن الصح التعبير هي السيارة الرياضية الهجينة الأولى التي تطورت من الأوراق حتى الواقع لتسد هذا الاحتياج، وتخلق تآلف بين محبي الأداء والسيارات الهجينة.
التصميم الثوري
شاهدنا الكثير من السيارات التي حاولت الحفاظ على خطوط التصميم التجريبية حتى وصلت إلى حلتها الإنتاجية، إلا أن أي من تلك السيارات لم يفي بوعوده كـ BMW i8، وليس فقط لكون السيارة لم تكن ثورية بما يكفي، بل على العكس يعتقد الكثيرون حتى اليوم أن سبب الشهرة الكبيرة لـ i8 هو تصميمها وليس كونها سيارة رياضية هجينة.
فالسيارة تقدم تصميم انسيابي معقد يجعلها من أكثر السيارات قدرة على قطع الهواء بسهولة، بمعدل انسيابية 0.26، وهو معدل منخفض للغاية يساعدها على خفض معدلات استهلاك الطاقة والوقود. ويعود الفضل في هذا القدر من الانسيابية إلى التصميم الأيروديناميكي الذي يبدأ من الشبكة الأمامية الشهيرة لـ BMW المغلقة بالكامل لتحقق المزيد من الانسيابية، وكذلك الزوائد الأمامية والجانبية التي توجه الهواء حيث تحتاج السيارة، وبخاصة زعنفة السقف التي تمتد على الجانبين لتمرر الهواء بينها وبين أقواس العجلات الخلفي بسلاسة، والبدن السفلي المغطى بالكامل ليمرر الهواء أسفل السيارة بكل سلاسة.
أما البدن المصنع من الكاربون فايبر فيقدم تصميم ثوري شديد الجاذبية، بداية من المصابيح المضاءة بالـ LED، والتداخل بين ألوان ثلاثة منها الأزرق والأسود، للتأكيد على الشخصية الهجينة الكهربائية، وحتى فتحة التهوية الكبيرة منتصف الغطاء الامامي التي تشير توحي بوجود محرك قوي في الأمام.
وتنطلق الخطوط على الجانبين بانسيابية لتمر بالمرايا الجانبية رياضية التصميم، وكذلك الأبواب التي تفتح كالأجنحة للأعلى، والأعتاب السفلية التي تتيح للهواء العودة إلى أسفل السيارة، مع أقواس العجلات الخلفية البارزة التي تقابل خط السقف الذي يبدو كجناح ينسدل على الواجهة الخلفية، ويكمله المصابيح الخلفية على شكل U، مع شعار BMW يكمل الصورة ويضيف المزيد من الهجومية.
المقصورة والتجهيزات
تأتي مقصورة BMW i8 لتواكب نفس مستوى الثورية الذي تقدمه السيارة خارجيًا، وكأنها نسخة مستقبلية من مقصورات سيارات الشركة مستقبلًا. فالخطوط كما اعتدناها ولكن مع المزيد من العصرية والتجديد، وبخاصة الكونسول الوسطي وعصا نقل الحركة ومؤشر التحكم في نظام iDrive، وحتى كذلك شاشة النظام قياس 8.8 بوصة التي تعمل باللمس.
أما عجلة القيادة الرياضية فتضم بدالات لنقل السرعات، مع تصميم رياضي ثلاثي الأذرع، ومن خلفها شاشة عدادات كبيرة الحجم تضم الكثير من التصميمات والوضعيات المناسبة لكافة وضعيات القيادة، سواء كانت الكهربائية، أو الاقتصادية، أو حتى الرياضية التي تمنحك كامل قوة المنظومة الهجينة.
المنظومة الهجينة والأداء
بعيدًا عن التصميم، ما تحت بدن BMW i8 هو أكثر ما يثير الاهتمام ويجعلها سيارة مميزة وهامة.
فمنظومة القوة الهجينة ثورية الهندسة تدفع البدن المصنع من الكاربون فايبر المقوى بالبلاستيك إلى أداء رياضي بمعدلات استهلاك اقتصادية للطاقة. فالسيارة تعمل بمحرك ثلاثي الاسطوانات ذو شحن توربيني سعة 1.5 لتر، ويزود المحرك بتقنية TwinPower التي توفر توربينتين للشاحن التوربيني بما يضاعف قوة الشحن ويجعلها أكثر كفاءة للمزيد من الأداء. وتصل قوة المحرك البنزين إلى 231 حصان مع عزم 350 نيوتن.متر.
أما المحرك الكهربائي فيولد قوة 131 حصان وعزم 250 نيوتن.متر، ويعمل المحركين إلى جانب بعضهما البعض لدفع السيارة إلى سرعة 100 كم/س خلال 4.4 ثانية مع سرعة قصوى محددة الكترونيًا عند 250 كم/س.
أما إذا قررت القيادة على الوضعية الكهربائية فقط، فيمكن لـ i8 أن تسير على سرعات تصل حتى 120 كم/س، مع تسارع من الثبات لسرعة 100 كم/س خلال 4.5 ثانية، وبمدى يصل حتى 37 كم. وعلى الوضعية الهجينة، يمكن للسيارة تحقيق معدل استهلاك مذهل للوقود يصل إلى 2.1 لتر لكل 100 كم.