فيات 500L Urban Edition الخاصة تنطلق في ايطاليا بتحديثات في التصميم والتجهيزات

مجلة أصحابي . سياحة وسفر 1017 لاتعليقات

تعد مقاطعة “أنترم” موطنا لواحد من أروع المناظر البحرية للجزيرة ـ فهي مزدانة بالقلاع التي يعود تاريخها للقرون الوسطى، ووديانها الغنية بالألوان، وجسرها التاريخي المعلق المحفوف بالمخاطر.

بلاد الشواطيء الوعرة

لعل مقاطعة “أنترم” هي الأكثر شهرة من بين المقاطعات الست التي تشكّل أيرلندا الشمالية. وفيها تقع عاصمتها، بلفاست، إضافة إلى واحدة من أعظم المعالم السياحية الساحلية: إنه الممر الساحلي “جاينت كوزواي”.

ويضم ذلك الممر منطقة هائلة من أعمدة البازلت المتداخلة والناجمة عن ثوران بركاني وقع قبل 60 مليون سنة مضت.

Image copyrightChris Hill National Geographic Creative

لكن هناك ما هو أكثر من عاصمة تحب الفنون ومن أحد مواقع اليونيسكو للتراث العالمي في هذه المنطقة الوعرة، بشواطئها الممتدة لأكثر من 200 كليومتر، فهي تحوي أيضا مناظر مذهلة من ألوان زرقاء وخضراء، ملأى بقلاع القصور الوسطى، وجسور متداعية، ووديان ملونة تجذبك لاستكشافها.

أطلال معقلٍ من القرون الوسطى

تقع قلعة “دَنلووس” على أطراف قرية “بورتبالينتري” الصغيرة. وتظهر القلعة فوق صخور ناتئة من البازلت، وتجاور منحدراً شديداً. إنها من بين أقدم الأطلال في مقاطعة “أنترم”.

وتُبين السجلات أن القلعة بُنيت في عام 1500 من قبل عئالة “ماكويلانز”، وهي عائلة حاكمة جاءت في الأصل من مهاجرين من جنوب غربي أسكتلندا، وقد حطوا أقدامهم على أرض أيرلندا الشمالية في البداية في سنوات تعود إلى القرن الثالث عشر كمرتزقة مأجورين.

Image copyrightRich ReidNational Geographic Creative

لقي هذا السكن القديم نصيبه العادل من سنين التمرد والاضطرابات، ووقعت على أرضه أكثر المعارك حسماً في عام 1565. قدم أفراد عائلة “ماكدونال” إلى مقاطعة “أنترم”، وهم من عشيرة “دونالد” في المرتفعات الأسكتلدنية، من مدينة “آيلا” في عام 1554.

كان يقودهم “سورلي بوي ماكدونال” ـ رئيس العشيرة وسمسار ثرواتها. وقد حاصروا القلعة خلال معركة “أورلا” المصيرية، ليستولوا في نهايتها على هذا المعقل ويدّعوا ملكيته. وعبر قرن لاحق من الزمن، جرى الطعن في ملكية عائلة “ماكدونال” للقلعة عدة مرات.

في نهاية المطاف، هجرت العائلة قلعة “دَنلووس” في منتصف القرن السادس عشر، تاركين القلعة لكي تتآكل.

قرية مخفية بإتقان

في وقتنا الحاضر، تقع الأطلال ضمن الصلاحيات الرسمية لـ”دائرة البيئة لشمال أيرلندا” وعنايتها. لقد بيّنت دراسات أثرية أن القلعة كانت في وقت ما جزءا من قرية تحيط بها، ولكن جرى حرقها بالكامل بعد أن هاجمت القوات الأسكتلندية “دَنلووس” عام 1642.

Image copyrightChris Hill National Geographic Creative

ظلت البلدة مطمورة تحت الأرض بعمق 30 سنتيمتر حتى بدأت الحفريات الأثرية عام 2007 لتكشف آثاراً تدل على أصلها، إضافة إلى ثرائها ورفاهيتها.

شملت الاكتشافات الأخيرة شارعاً مرصوفاً يمتد من البلدة إلى القلعة، وكرة حديدية، ونقود معدنية يعود تأريخها إلى عهد الملكة اإيزابيث الأولى، وتشارلز الأول.

ملاذ صخري لصيادي السمك

لعل من أكثر المعالم إثارة في البلد، من بين تلك التي تقع على حافات صخرية، هو الجسر المعلق بحبال في “كاريك ـأـريد”. يقع هذا الجسر في “بالنتوي”، على بعد 18 كيلومتر من قلعة “دَنلووس”. الجسر هو الممر الوحيد المؤدي من البر الرئيسي إلى جزيرة “كاريك”. (وتعني ’الجزيرة الصخرية‘).

Image copyrightChris Hill National Geographic Creative

إنه جسر يعلو 30 متراً فوق سطح البحر ويمتد لمسافة 20 متراً. بُنيت بلدة “كاريك ـ أـ ريد” لأول مرة في القرن السابع عشر من قبل صيادي السمك الذي كانوا يريدون التحقق من شباكهم لصيد سمك السلمون في الأسفل. وقد استعملوا الكهوف والمغارات الكبيرة المنتشرة في الجزيرة كملاذ لهم من الأجواء المضطربة.

الجسر المطل على المحيط الأطلسي

أصبح الجسر المعلق، في يومنا هذا، نقطة جذب لمن يجد في نفسه الجرأة الكافية كي يسير عليه.

Image copyrightChris Hill National Geographic Creative

كان في وقت مضى مسنوداً فقط بحافتين ضعيفتين، عبارة عن حبل واحد في كل جانب، لكن جرى تثبيته شيئاً فشيئاً منذ سبعينيات القرن الماضي.

كما جرى شد الجسر الحالي بحبال ملتوية مع ألواح من خشب الشوح في عام 2008. وفي الأسفل، تمتزج ألوان مياه البحر الزرقاء والخضراء بينما تتراقص في الأفق مناظر خلابة تحبس الأنفاس لجزيرة “راثلين” وشاطيء “كوسواي” والجزر الأسكتلندية.

النباتات المدهشة للجزيرة

Image copyrightChris Hill National Geographic Creative

في فصلي الربيع والصيف، ترى ألوان النتوءات الصخرية المحيطة بجسر “كاريك ـأـريد”. غير أنك سترى أكثر ألوان مقاطعة “أنترم” النابضة بالحياة بعيداً عن الشاطيء، في وديان مثل “غليناريف”. إنه واحد من تسعة وديان صغيرة منعزلة في “أنترم” تمتد من “تلال أنترم” إلى الشاطيء الشمالي.

يشتهر أكبر الوديان التسعة، وهو وادي “غليناريف”، بوجود “متنزه غابات غليناريف”؛ إنه رقعة واسعة النطاق من الغابات بشلالاته الساحرة ومسالك على جانبي النهر وممرات وحقول من أزهار الجريس ذات الأوراق المستدقة.

هضاب “أنترم” الساحرة

Image copyrightChris Hill National Geographic Creative

وقد صُنِفت وديان “أنترم” التسعة في عام 1988 باعتبارها من “مناطق الجمال الطبيعي الأخاذ”.

تكوّنت هذه الوديان خلال العصر الجليدي نتيجة جريان الأنهار الجليدية عبر التلال الشديدة الانحدار ضمن هضاب المنطقة. ومن يقطنون في بلدات هذه الوديان ـ باليكاسل، وترفووت، وكوشيندام، وغلينآرم ـ هم في المقام الأول من أحفاد الأيرلنديين الأصليين، ومن قبائل “ألستر” و “هيبردين” الأسكتلندية.

أترك تعليق


جرب نسيج الآن ...

مجلة أصحابي

مجلة أصحابي هي مجلة منوعة تهدف الى جمع أكبر عدد ممكن من المقالات والمواضيع المتميزة التي تهم الشباب والشابات. يمكنكم ارسال مشاركاتكم واضافاتكم الى موقعنا في أي مجال يهمكم.