الفنان هاني شاكر هو احد عمالقة الغناء العربي في الوقت الحالي، ولد في 21 ديسمبر عام 1952، وينتمي لعائلة “ابو شادي”، والتي تعتبر أحدى اكبر عائلات كفر الزيات بمحافظة الغربية، وهي عائلة منتشرة في اكثر من 19 محافظة مصرية.

درس الموسيقي في معهد الكونسرفتوار، ولٌقب بـ امير الغناء العربي. ويعتبر هاني شاكر هو اخر جيل الزمن الجميل، فقد ظهر وسط عمالقة الغناء المصري مثل عبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، و استطاع بصوته الرقيق ان يأسر قلوب الجمهور في وقت قصير، و كان اول ظهور للفنان هاني شاكر من خلال فيلم “سيد درويش” عام 1966، وهو فيلم من تأليف مصطفي سامي، وإخراج أحمد بدرخان، حيث قام بتأدية دور سيد درويش في صغره وقد تم اختياره من بين العديد من الأولاد، و بعد ذلك ظهر مع الفنان عبد الحليم حافظ في اغنية “بالأحضان” حيث كان احد افراد فريق الكورال الخاص بالأغنية.

الموسيقار محمد الموجي هو اول من اكتشف صوت هاني شاكر، حيث قدمه الموجي لاول مرة علي المسرح في حفلة بتاريخ 21/12/1972، و هو يوم ميلاده العشرون، حيث غني من الحان محمد الموجي اغنية بعنوان “حلوة يا دنيا”، و يقال ان الجمهور عندما استمع إلي الأغنية لأول مرة في الأذاعة اعتقدوا انها احدي الأغاني الجديدة للعندليب. اتجه هاني شاكر بعد ذلك إلي السينما حيث قدم فيلم “عندما يغني الحب” في عام 1973، بالأشتراك مع الفنان عادل إمام و الفنانة صفاء أبو السعود.

ويعتبر عام 1974 هو الأنطلاقة الفنية لـ هاني شاكر، حيث تم إطلاق اول البوم له بعنوان “كدة بردو يا قمر”، والذي تضمن 5 اغنيات، منها اغنية “حلوة يا دنيا” لـ محمد الموجي، و الاغنية التي تحمل اسم الألبوم، والتي تعتبر اولي الأغنيات التي اشتهر بها بين جمهوره، هذا بالأضافة إلي دوره مسرحية “سندريلا و المداح” بطولة الفنانة نيلي، و حسن حسني، و محمد نجم، ومن تأليف بهجت قمر، وإخراج حسن الشامي، إلي جانب فيلم “عايشين للحب” و هو فيلم من إخراج احمد ضياء الدين.

وقد انتشرت في هذه الفترة اشاعات حول خلافات قامت بين العندليب الأسمر و هاني شاكر، لكن سرعان ما انتهت هذه الشائعات التي اختلقتها الصحافة، حيث غني معه العندليب في احدي الحفلات علي المسرح اغنية “كدة بردو يا قمر”. اما في عام 1975 قدم فيلم “هذا أحبه وهذا أريده” بالأشتراك مع الفنانة نورا و الفنان حمدي حافظ، وهو فيلم عن قصة للأديب الشهير إحسان عبد القدوس، وسيناريو و حوار مرسي جميل عزيز، ومن إخراج حسن الإمام، وقد لاقي الفيلم أعجابًا شديدًا من الجمهور. وفي عام 1981 كان للفنان هاني شاكر طلته المميزة في فوازير “الخاطبة” للفنانة الشهيرة نيلي.

تزوج هاني شاكر عام 1982 من السيدة نهلة توفيق، و رٌزق منها ابنته دينا مواليد عام 1984، و التي توفيت عام 2011 بعد صراع عنيف مع مرض السرطان، وابنه شريف مواليد عام 1987. وقدم الفنان هاني شاكر ما يزيد عن الـ 600 اغنية خلال مسيرته الفنية والعديد من الألبومات منها “تخسري” عام 1997، “ياريتني” عام 1999، “جرحي أنا” عام 2000، “بحبك يا غالي” عام 2003، “احلي الليالي” عام 2007، “البوم صور” عام 2009، وآخر البوماته “بعدك مليش” عام 2010.

وقد حصل علي العديد من الجوائز لكن اهمها هي “وسام الأستحقاق”، الذي كرمه به الرئيس السابق زين العابدين بن علي، و هي المرة الثانية التي يٌمنح فيها هذا الوسام بعد السيدة فيروز، “جائزة فلسطين” و التي منحها له صائب عريقات بعد أن كان اول الفنانين الذين غنوا في فلسطين، وجائزة “أحسن مطرب في العشر سنوات الأخيرة” والتي حازها بعد استفتاء شعبي أقيم في تونس.

وكانت أخر نشاطات الفنان الكبير هاني شاكر في الساحة المصرية هي تلك الحفلة التي اٌقيمت علي مسرح مكتبة الأسكندرية في اليوم الجمعة 6/2/2015، حيث افتتح الحفل بأغنية “أدعو لمصر” والتي لاقت اعجاب الجمهور، و قدم العديد من الأغاني مثل “علي الضحكايا”، وقد تفاعل الجمهور معه بشكل كبير، وأغنية”مشتريكي”، و”ياريتني”، ثم اختتم الحفل بأغنية”أحلف بسماها” للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والتي أشاعت جو من الحماس و البهجة في نفوس الجمهور. وقد حرصت السيدة نهلة توفيق زوجة الفنان هاني شاكر علي حضور الحفل كعادتها، فهي تشاركه في جميع المناسبات.

صوتٍ عذب وراقي، يجمع بين الهدوء والوسامة، تجتمع اخلاقه في شخصٍ جدير بالحب والاحترام من جمهوره، إنه الفنان الراقي دومًا، عاشق الغناء العربي، هاني شاكر.