” أنا متأكد أن إعاقتي كانت سببا في الشهرة التي اتمتع بها، إذ يعجب الناس بالتناقض بين قدراتي البدنية المحدودة للغاية والنطاق الواسع من الكون الذي أتعامل معه”.

هكذا يحاول ستيفن هوكينغ اختصار شهرته التي ظهر مدى انتشارها بالعالم عندما أعلن عن صفحته الرسمية على الفيسبوك بداية الشهر الحالي فنالت حتى الأن حوالي مليون ومائتي ألف إعجاب بفترة قصيرة ولاتزال بالتزايد يومياً. ستيفن هوكينغ هو عالم فيزياء نظرية , ولد في مدينة اكسفورد في 8 أبريل / نيسان 1942، و وللصدفة هو الذكرى 300 لوفاة  العالم الفلكي جاليلو.

 له ابحاث نظرية في علم الكون ، وابحاث عن العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكية الحرارية , وله ايضاً دراسات عن التسلسل الزمني كما جعل من مفاهيم الفيزياء المعقدة اكثر مرونة لتكون سهلة الفهم لدى الجميع. كان مستواه الدراسي بين المتوسط والسيئ في صغره, لكنه كان مهتماً بشدة في معرفة كيفية عمل الاشياء ، فكان كثيراً ما يفكك الساعات واجهزة الراديو إلى أن اطلقوا عليه في المدرسة  لقب “أينشتاين ” رغم علاماته المتدنية. اصيب وهو في عمر 21 بمرض عصبي يدعى (التصلب الجانبي) جعل منه مع مرور الزمن مقعداً غير قادر على الحراك , وقال الاطباء انه لن يعيش اكثر من سنتين ولم يعش سوى 5 في المئة ممن أصيبوا بنفس المرض لأكثر من عشرة أعوام. لكنه تحدى المرض ومازال علَى قيد الحياة وهذا ما أدهش الأطباء لسنوات طويلة.

وظل هوكينغ لبعض الوقت لا يمكنه التواصل مع أحد إلا عن طريق ذكر الكلمات حرفا تلو الآخر من خلال رفع حاجباه عندما يشير أحد إلى الحرف الصحيح على بطاقة توجد عليها حروف الهجاء إلى أن قام مهندس أمريكي يدعى ( والت وولتز ) بتطوير نظام كمبيوتر معقد استطاع من خلاله التخاطب بكتابة الكلمات المطلوبة على شاشة الكمبيوتر , ثم طور خبير آخر من كمبريدج برنامجاً أكثر تطوراً ملتصقاً بالكرسي المتحرك. حصل هوكينغ على 12 درجة فخرية ووسام الفروسية برتبة قائد. وفي 2009 مُنح وسام الحرية الرئاسي، وهي أعلى جائزة تمنح لمدني في الولايات المتحدة. ووعد هوكينج في أول منشوراته على صفحة  الفيسبوك بأنه سيقوم بمشاركة رحلته العلمية مع الآخرين حول ماهية الكون، وكتب بأن الزمان والمكان قد يبقيان لغزًا إلى الأبد، ولكن ذلك لن يمنعه من السعي. نتفق مع هوكينغ وقدلا نتفق حول نظرياته في علم الكون لكن ذلك لا يمنع ان نتعرف على وجهـات نظـره فى كل مايخص علوم الفلك والفيـزياء وربما الأهم أن نتعلم منه الإرادة وعدم اليـأس .