لفترة طويلة من الزمن وجدت شركة آبل نفسها بمنأى عن المنافسة في فئة لاقت شعبية واسعة في سوق الهواتف الذكية، وهي فئة “الهواتف اللوحية” أو”التابلت” والتي تعتمد على شاشات كبيرة يزيد قياسها على 5.5 بوصة، فمنذ إطلاق أول هواتف آيفون سنة 2007، لم يزدْ قياس شاشة آيفون على 4 بوصات، وذلك حتى عام 2013 الذي شهد طرح الطرازين “آيفون 5 إس” و”آيفون 5 سي”.

مع احتدام المنافسة في السوق سنة 2014، وجدت آبل أنه لابدّ من اقتحام المنافسة في تلك الفئة تحديداً من الهواتف الذكية، فطرحت كذلك الأمر طرازين من هواتف آيفون هما: آيفون 6 بشاشة 4.7 بوصة وآيفون 6 بلس بقياس 5.5 بوصة، لتدخل في جولة جديدة من المنافسة مع أكثر منافسيها شراسةً سامسونغ الكورية الجنوبية، التي بدورها طرحت الهاتفين الذكيين غالاكسي إس 5 بقياس 5.1 بوصة وغالاكسي نوت 4 بقياس شاشة 5.7 بوصة.

نجري في هذا العدد مقارنة شاملة “للهاتفين اللوحيين” آيفون 6 بلس وغالاكسي نوت 4 الذين يمثلان أفضل هواتف فئتهما في السوق:

 

التصميم:

للمرة الأولى، اعتمدت سامسونغ على المعدن في هيكل الهاتف غالاكسي نوت 4 ولكن بشكل جزئي، إذ يعتمد الهاتف على إطار من الألمنيوم يمنحه لمسة من الأناقة أكثر ممّا كانت تبدو عليه هواتف سامسونغ السابقة المصنوعة كلياً من البلاستيك، كما يعتمد الهاتف من الخلف على غطاء جلدي يمنحه أيضاً لمسة جمالية وأنيقة.

أما هاتف آبل آيفون 6 بلس فيتفوق على منافسه من سامسونغ بهيكل مصنوع كلياً من الألمنيوم، بحوافّ دائرية مدمجة، ممايمنح الهاتف ميزة “الفخامة” التي تفتقد إليها معظم هواتف سامسونغ، لاعتمادها في الغالب على مواد بلاستيكية في الصناعة والتصميم، ويحاكي تصميم الهاتف آيفون 6 بلس ذلك التصميم الذي اعتمدته آبل في جهاز تشغيل الوسائط آيبود تاتش بجيله الخامس.

يمتلك هاتف آبل آيفون 6 بلس زرّ وحيد للقائمة الرئيسة، بينما يعتمد غالاكسي نوت 4 على ثلاثة أزرار، واحد منها زرّ فعلي هو زرّ القائمة وزرّان افتراضيان يعملان باللمس على جانبيه، هما زرّ العودة وزرّقائمة الخيارات.

تبلغ أبعاد هاتف سامسونغ 153.5×78.6×8.5 ملم بالمقارنة مع 158.1×77.8×7.1 ملم لهاتف آبل آيفون 6 بلس،مما يجعل الأخير أكثر رشاقة متفوقاً بجانب النحافة على منافسه بمقدار 1.4 ملم، وكذلك الأمر في الوزن تبقى الغلبة لهاتف آبل بــ 172 غراماً مقابل 176 غراماً لهاتف سامسونغ غالاكسي نوت 4.

يتوافر هاتف آبل آيفون 6 بلس بثلاثة ألوان هي: الأسود والرمادي والذهبي، أما غالاكسي نوت 4 فيتوافر بالألوان: الأبيض والأسود والذهبي والأزرق.

 

المواصفات:

يتوافر هاتف سامسونغ غالاكسي نوت 4 بخيارين مختلفين لرقاقة المعالج (كوالكوم سناب دراغون 805 بسرعة 2.7 غيغاهرتز و اكزينوس 5433 بسرعة 1.3 غيغاهرتز) ويرافق كلاً منهما ذاكرة وصول عشوائي بسعة 3 غيغابايت، وهذه المواصفات تجعل الهاتف مهيئاً لأداء سريع في تصفح التطبيقاتوتشغيلها.

بينما يعتمد هاتف آبل آيفون 6 بلس على المعالج A8 ثنائي النواة بسرعة 1.4 غيغاهرتز، الذي تقول آبل إنه أسرع بنسبة 25% من معالجات هواتف آيفون السابقة.

نظرياً ومن خلال المواصفات يبدو التفوق واضحاً لمصلحة هاتف سامسونغ، ولكن في الواقع وبعد الاستخدام العملي للهاتفين يبدي هاتف آبل تفوقاً كبيراً في سرعة الأداء وتشغيل التطبيقات والتنقل بينها.

يتوفر هاتف سامسونغ غالاكسي نوت 4، بخيار وحيد للسعة التخزينية 32 غيغابايت وهي سعة تعد كافية لأغلبية المستخدمين، ومع ذلك يوفر الهاتف إمكانية ترقية تلك السعة من خلال منفذ لبطاقات التخزين الخارجية “مايكرو إس دي”.

أما هاتف آبل آيفون 6 بلس فيتوافر بثلاثة خيارات للسعة الداخلية: 16 و 64 و 128 غيغابايت، وسيحتّم على المستخدمين الانتقاء بين خياري 64 و 128 للسعة التخزينية،لأن السعة 16 لا تكفي في الأغلب، مع الأخذ في الحسبان أن جميع هواتف آيفون لا توفر خيار زيادة السعة، من خلال بطاقات التخزين الخارجية، لذا تبقى الأفضلية في هذا الجانب لمصلح سامسونغ غالاكسي نوت 4 .

 

الشاشة:

يتفوق هاتف سامسونغ غالاكسي نوت 4 بشاشة أكبر مساحة وأعلى دقة على منافسه آيفون 6 بلس، إذ يبلغ قياس الشاشة 5.7 بوصة بدقة فائقة تبلغ 2560×1440 بكسل أي بكثافة تبلغ 515 بكسل للبوصة الواحدة، وتسمّى هذه الدقة بــ UHD أي “ألترا إتش دي” التي تتجاوز دقة الشاشات الكاملة الوضوح (Full-HD) 1920×1080 بكسل.

أما آيفون 6 بلس فيعتمد شاشة بقياس 5.5 بوصة بدقة 1920×1080 بكسل أي بكثافة تبلغ 401 بكسل للبوصة الواحدة.

تعتمد غالاكسي نوت 4 شاشة من نوع “سوبر أموليد” محميّة بطبقة زجاجية من نوع “غوريلا غلاس 4” المقاومة للكسر والخدش، في حين يعتمد آيفون 6 بلس على شاشة من نوع “إل سي دي” محمية بطبقة من مادة “أوليوفوبيك” المقاومة للكسر أيضاً.

نظام التشغيل:

يعمل هاتف سامسونغ غالاكسي نوت 4 بأحدث إصدار من نظام التشغيل أندرويد 4.4.4 المعروف باسم “كيت كات”، بينما يعمل آيفون 6 بلس بنظام التشغيل iOS 8.1.2 أحدث منصة محمولة من شركة آبل.

من ناحية وفرة التطبيقات، يوفر كل من المتجرين غوغل بلاي ستور وآبستور كماً هائلاً من التطبيقات الخدمية والإنتاجية والترفيهية، ولا نجد في هذا الجانب ميزة لأحد المتجرين على الآخر؛ فقلّما نجد تطبيقاً في أحدهما دون الآخر، أما فيما يتعلق بالتحديثات فترجح الكفة لمصلح نظام التشغيل من آبل، فبمجرد إعلان آبل عن تحديثات جديدة يمكن لأي مستخدم تثبيتها بشكل مباشر على أجهزته، بينما الأمر مختلف على أجهزة أندرويد، فالتحديثات تختلف في موعد وصولها إلى أجهزة أندرويد من جهاز إلى آخر ومن علامة تجارية إلى أخرى.

وتظهر جميع اختبارات الأداء أن آيفون 6 بلس يتفوق بسرعة أدائه في تشغيل وتصفّح التطبيقات على منافسه غالاكسي نوت 4، فقلّما يواجه مستخدمو أجهزة iOS عموماً توقفا مفاجئاً لنظام التشغيل، ولكنه أمر شائع في معظمأجهزة سامسونغ العاملة بنظام أندرويد، ويعود ذلك إلى الإضافات البرمجية التي تضيفها سامسونغ على نظام التشغيل أندرويد، كواجهة المستخدم المعروفة باسم “تاتش ويز TouchWiz والتي يؤدي حجمها الزائد إلى إبطاء أداء الهاتف بشكل طفيف، فضلاً عما تستهلكه من مساحة كبيرة من السعةالتخزينية الداخلية للهاتف.

 

 

الكاميرا:

يتفوق هاتف سامسونغ غالاكسي نوت 4 بكاميرا أعلى دقةً تبلغ 16 ميغابكسل بالمقارنة مع 8 ميغابكسل لكاميرا هاتف آبل آيفون 6 بلس، ولكنه تفوق من الناحية النظرية فقط، فعلى الرغم من أن دقة كاميرا غالاكسي نوت 4 تعادل ضعفي دقة كاميرا آيفون 6 بلس،فإن الأخيرة تبدي تفوقاً أكبر في جودة الصور الثابتة والفيديو، كما توفر كاميرا آيفون 6 بلس بعض المزايا الإضافية التي تغيب عن كاميرا غالاكسي نوت 4 مثل إمكانية تسجيل الفيديو في وضعية الحركة البطيئة “SlowMotion”.

الإدخال بواسطة القلم الإلكتروني:

القلم الإلكتروني S Pen من أبرز الخصائص التي تميّز سلسلة هواتف “غالاكسي نوت” من سامسونغ، ويتيح هذا القلم تجربة إبداعية للمستخدم في صناعة لوحاته الخاصة على شاشة الهاتف، فضلاً عن دوره الأساسي في تدوين الملاحظات بخط اليد، ولا توفر أيّ من هواتف آيفون ميزة الإدخال بالقلم الإلكتروني.

بصمة الإصبع:

يوفر هاتفا سامسونغ وآبل ميزة التحقق من هوية المستخدم، بوساطة بصمة الإصبع، وفي كلا الهاتفين تم دمج المستشعر داخل زر القائمة الرئيس.

وفي كلا الهاتفين توفر هذه الميزة إمكانية التحقق من هوية المستخدم عبر بصمة إصبعه، وذلك عند الدفع والشراء من المتاجر الإلكترونية.