ماضي الزوجة ملك لها .. الرجل الشرقي لا يغفر الماضي .. كلمات حارت بينها زوجات كثيرات، فهل المصارحة صحية للزوجين أم تجلب المشاكل والظنون؟

لرجل الشرقي يكتنفه هاجس أن يكون في حياة المرأة الأول والأخير، فيعتقد أن من حقه اختراق خصوصيتها، والنبش في ماضي زوجته بحثا عن تجارب سابقة، محرما عليها أي علاقة سالفة ولو كانت بريئة.

من الوارد جدا أن ترتبط المرأة كما الرجل بتجارب قبل الزواج لم يكتب لها النجاح، مثل الخطبة أو تبادل المحبة والإعجاب مع شخص آخر، ولكن ما إن يعلم الزوج حتى تتملكه الظنون التي تفسد علاقات بأكملها ويكون مصيرها الطلاق، فهل من الصحي للعلاقة أن يكون الرجل على علم بماضي الزوجة أم لا؟

إن الصراحة والصدق هو الأساس الذي تبنى عليه أي علاقة زوجية ناجحة، فالكذب والمداراة يهدم الثقة والاطمئنان بين الطرفين، التي هي أساس الحب الصادق والاحترام العميق، فالصراحة تمنع الشكوك التي تهدد كيان الأسرة بأكملها، ولكن ماذا إذا كانت هذه الصراحة سبيلا لهدم تلك الأسرة، حين يصر الزوج على تقصي ماضي زوجته ؟

يضع الرجل الشرقي حول حياته الشخصية هالة مقدسة من الخصوصية، فيحذر على المرأة أن تتدخل في تفاصيل حياته أو تسأل عن ماضيه، وإن فعل وأفصح هو، فمن قبيل المفاخرة بعلاقاته النسائية أمام زوجته، وفي المقابل هذا النوع من الرجال يلح على المرأة في سؤالها عمن تكون قد ارتبطت به عاطفيا قبله، أو من أحبها أو تقدم إليها قبل زواجهما.

ولكن احترسي عزيزتي المرأة، فبعض الرجال يبالغون في إظهار تحررهم الفكري وتقبلهم لماضي زوجاتهم، وما إن يدرك الحقيقة حتى تتقاذفه الظنون في سلوك زوجته، والشك في كل تصرفاتها، الأمر الذي تستحيل معه حياتهما جحيما لا يطاق.

إن الرجل الشرقي ينقصه أن يعي أن وجود ماضي للزوجة أو تجارب سابقة قبل الزواج لا يعني أن في سلوكها شيء معيب، فالجميع نساء ورجالا معرضون لتجارب كتب لها الفشل بسبب قلة الخبرة في الحياة، حتى نتمكن من اختيار الشريك المناسب فيما بعد، ولذلك ينصح الرجال من هذا النوع بمعرفة جميع ما يتعلق بالمرأة التي يريد الزواج منها قبل التقدم إليها، درءا للكثير من المشاكل فيما بعد، وحتى لا يثقل عليها بعد الزواج وينصب لها محكمة تفتيش مفسدا عليها صفحة جديدة من حياتها.

ويوصي الخبراء النفسيين الرجل أن يجعل علاقته بالمرأة مبينة على احترام خصوصيتها وأسرارها، فلا ينبش عن ماضي زوجته، مهددا الثقة التي تجمعهما، كما يوصي البعض المرأة بعدم الحديث حول تجاربها السابقة أمام زوجها، فلا فائدة ترجى منه بل العكس تماما، فبعض الرجال يجن جنونهم إذا عرفوا مجرد أن الزوجة قد تمت خطبتها لرجل قبله، فيما يرى فريق من الناس أن المصارحة والمكاشفة بين الطرفين قبل الارتباط الرسمي، هي الوسيلة التي تجنب على الزوجين جميع هذه المتاعب فيما بعد.