كيف أثّرت وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الزوجية في دبي؟
كشفت آخر الإحصائيات أن الإدمان على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي يشكل حوالي 50% من أسباب الخلافات الزوجية المسجلة في دبي، وفي العديد من هذه الحالات تتفاقم النزاعات لتصل إلى حد الإيذاء اللفظي وحتى الاعتداء الجسدي وتنتهي أحياناً كثيرة بالطلاق.
وقال المحامي العام محمد رستم بو عبدالله رئيس نيابة الأسرة والأحداث في حديث لصحيفة خليج تايمز: “في الوقت الحاضر أصبحت الثقة الزوجية نادرة بسبب إدمان الكثيرين على مواقع شبكات التواصل الاجتماعية، لقد درسنا عدداً متزايداً من الخلافات الأسرية التي أدت إلى الإهانة أو الاعتداء الجسدي، وأكثر من 50% من هذه الحالات يمكن إلقاء اللوم فيها على الإنترنت”.
وأضاف بو عبد الله :”بعض الرجال باتوا يشكّون في زوجاتهم بسبب الوقت الطويل الذي تقضيه الزوجات على شبكة الإنترنت وخاصة على مواقع الدردشة والتواصل الاجتماعي، وإذا تطور الخلاف الزوجي إلى الإيذاء البدني أو اللفظي يتحول إلى جريمة قانونية، وفي كثير من الأحيان يتم استدعاء الشرطة قبل أن تحال القضية إلى النيابة العامّة”.
واستناداً إلى الحالات التي تمت دراستها، قال بو عبدالله إن الرجال عادة ما يكونون أكثر حذراً من النساء عندما يتعلق الأمر بالدردشة مع الجنس الآخر عبر الإنترنت، وفي 15% من هذه الحالات تم إلقاء اللوم في الخلافات الزوجية على إدمان الرجال على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، في حين تم إلقاء اللوم بنسبة 50% على النساء، وأشار العديد من الرجال إنهم يفضلون التعرف على النساء في العالم الحقيقي وليس على شبكة الإنترنت.
وحذر بو عبدالله من أن الانفتاح باتجاه الغرباء عبر العالم الافتراضي على شبكة الإنترنت يمكن أن يعرض المستخدمين وخاصة الشباب منهم إلى مآزق خطيرة، وأشار في هذا الصدد إلى قصة شاب عربي مقيم في دبي استدرج فتاة أوروبية لترسل له صورها بعد أن تظاهر بأنه امرأة، وبمجرد حصوله على صورها الخاصة بدأ بابتزازها للحصول على المال، وبعد أن اشتكت إلى الشرطة، أحيل الشاب إلى المحكمة وصدر بحقه أمر ترحيل من البلاد.
و أكد بو عبدالله على ضرورة أن يظهر الآباء والأمهات الاحترام المتبادل تجاه بعضهم أمام أطفالهم، وهذا من شأنه تشجيع الأبناء على احترامهم والثقة بهم، فالعلاقة المتحرمة الجيدة بين الآباء والأمهات يمكن أن تنقذ الأسرة من العديد من المشاكل المتعلقة بالخيانة.