“البكيني” رمز لصراع الحضارات بعد حادثة اعتداء في فرنسا
شهد الشارع الفرنسي وشبكات التواصل الإجتماعي غضبا عارما وضجة كبيرة بعد حادثة تعرض فتاة تبلغ من العمر 21 عاما للعنف من قبل خمس فتيات أخريات جراء ارتدائها ملابس السباحة في حديقة عامة.
ووقعت الحادثة في متنزه “ليو لاجرانج” العام بريمس في الشمال الفرنسي يوم الأربعاء 22 يوليو/تموز، عندما كانت ثلاث فتيات مستلقيات بالحديقة وهن مرتديات لباس السباحة “بيكيني” للاستمتاع بأشعة الشمس، وأثناء ذلك مرت بهن خمس فتيات أخريات تتراوح أعمارهن بين 16 و24 عاما، واحدة منهن تعاني من عقد نفسية.
وعند مرورهن إلى جانب الفتيات الثلاث المستلقيات قالت إحداهن “اذهبي وارتدي ملابسك، إنه ليس صيفا”، وعند رد إحدى الفتيات الثلاث التي تبلغ من العمر 21 عاما، ويعتقد أنها من أصل فرنسي أو من شمال أفريقيا، تلقت صفعة على وجهها على الفور وسُحبت من شعرها وتم الإعتداء عليها بالضرب وبألفاظ غير أخلاقية، مما تسبب في إصابتها بكدمات خطيرة.
وتم القبض على المعتديات الخمس والتعرف على أسمائهن، وتبين أن ثلاث منهن بالغات، وهن “إيناس نوري” و”زهرة كريم” و”هدون تاجوري”، وسيمثلن جميعهن أمام المحكمة في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
وفور إعلان الشرطة لهوية المعتديات وعائديتهن للجالية المسلمة بفرنسا اشتعلت وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الإجتماعي وقام المحتجون بتنظيم مظاهرة حضرها عشرة أشخاص رغم الرياح الباردة والرذاذ المتساقط، وقاموا بارتداء “البيكيني” وملابس السباحة الأخرى في الحديقة ذاتها.
وقام نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي بنشر فيديو يظهر تفاصيل المشاجرة الحاصلة بين الفتيات، والملفت أن الفتيات في الفيديو لا يرتدين لباساً إسلامياً قد يوحي بالتشدد الديني أو حتى الانتماء.
وكان أرنو روبيني رئيس بلدية مدينة ريمس قد علق على الحادثة محذرا من الإستنتاجات المتسرعة التي تحوم حول انتماء الفتيات الخمس إلى الديانة الإسلامية، خاصة بعد اعتبار مدونين من اليمين المتطرف، أن الحادث يعد مثالا “للخطر الإسلامي المتطرف على القيم الفرنسية”، وقال روبيني “علينا أن نكون حذرين للغاية وعدم اسقاط الإستنتاجات … أستطيع أن أفهم لماذا يفترض الناس أن الهجوم كان بدوافع دينية، وإذا تبين أن أسباب الحادث كذلك، فهو يعد حادثا خطيرا جدا”.